[لكي تعيش حياة زوجية سعيدة]
وهذه عدة أسئلة في الحقيقة عن العلاقات الزوجية، وعن المشاكل الموجودة في الحياة الزوجية، وأكثر هذه الأسئلة من النساء؛ وهي عبارة عن شكاوى كثيرة جداً تحتاج إلى درسٍ أو أكثر لإيضاح علاجها، وكنت قد تمهلت في الكلام عن هذا الموضوع ريثما تتجمع لديَّ الشواهد من الواقع، مع البحث في هديه صلى الله عليه وسلم في معاشرة أزواجه حتى أتطرق لهذا الموضوع، فاجتمع لديَّ قدرٌ كافٍ لدرسٍ أو أكثر في موضوع المعاشرة الزوجية أو الحياة الزوجية والمشكلات في الحياة الزوجية، ولكن ليس هذا موضع ذلك، ونظراً لمحدودية الوقت وضرورة الكلام عنه فإنني سأذكر هنا خمسة وعشرين سبباً، أو نصيحةً للزوج ليحافظ على علاقةٍ جيدة لزوجته، ثم نتكلم عن الموضوع بالتفصيل مع الأدلة في درسٍ قادم إن شاء الله، والتركيز في هذه النصائح على الزوج؛ لأنك إذا أخذت المشكلات فإنك ستجد أن أكثرها من الزوج، وهذا لا يعني أن الزوجة ليست منها مشاكل، بل كثير من الزوجات لديهن مشاكل ومتسببات في مشكلات كثيرة، ولكن أخصص هذا الكلام للرجال بهذه النصائح: أولاً: احرص على توفير حاجيات البيت باستمرار، ولا مانع في الاعتراض على بعض الكماليات تعليماً للزهد وتصدقاً بقيمتها.
ثانياً: اجعل لزوجتك وأولادك نصيباً من وقتك؛ في الملاعبة، والملاطفة، والقصص الهادفة، والنزهة البريئة.
ثالثاً: راعِ شعور زوجتك وظروفها الصحية وخصوصاً عند معاشرتها في الفراش.
رابعاً: إياك وإذلال الزوجة وطلب الأشياء التافهة منها لمجرد إظهار سلطتك عليها وإرغامها على التنفيذ.
طبعاً: كل نقطة من هذه هي عبارة عن مشكلات واقعية قد أتت إليَّ يوماً من الأيام.
خامساً: إذا ظلمت زوجتك، وأسأت معاملتها لا تستغل الأحاديث في منعها من البوح لأحد ولكن اطلب المسامحة.
بعض الناس يضرب زوجته ويهينها ثم يقول: الأحاديث تنهى عن أن المرأة تفشي أخبارها التي بينها وبين زوجها للناس ليس هناك داعٍ أن تقولي لأهلك فقد تأثمين، بينما المفروض أنه يطلب المسامحة.
سادساً: تجنب إهانة زوجتك بحضرة أهلها أو أمام الآخرين عموماً.
سابعاً: لا تشعر زوجتك مطلقاً بعدم الثقة بها؛ من خلال إخفاء جهاز الهاتف أو الإقفال عليه أو فصل الحرارة، أو إزالة النقود من المنزل بالكلية مثلاً، إلا إذا كان هناك دافع شرعي لهذا العمل.
ثامناً: إياك وأكل حقوق الزوجة المالية كإرغامها على بيع ذهبها، أو مماطلتك في إرجاع ما اقترضته منها، ولا تجبرها على شراء أغراض البيت من مالها الخاص.
ثامناً: احذر العقوبات السيئة كالضرب المستمر، أو تمزيق أغراضها الشخصية كالدفاتر والكتب أو الثياب ونحوها.
تاسعاً: إياك والاستجابة لضغط الأهل، مثل: الوالدين في بعض الأسر بحملها على معصية كمصافحة أخيك، أو الجلوس في جلسة مختلطة وإرغامها على كشف الوجه.
عاشراً: لا تتكلم بما يحدث بينك وبين زوجتك من الأمور الخاصة أمام إخوانك ولو كانوا في غاية الاستقامة، ولو كنت تثق بهم جداً، فلا يجوز نشر أسرار الاستمتاع، اللهم إلا في بعض الحالات الضرورية جداً كأن يأخذ الإنسان حكماً شرعياً من عالمٍ من العلماء، أو مشكلة لا يستطيع أن يحلها بنفسه فيضطر إلى أخذ آراء شخص ثقة فيها.
الحادي عشر: لا يجوز الاستمتاع بالزوجة أمام الأولاد المميزين في الفراش، وكذلك احذر ممارسة بعض الأوضاع الشاذة المأخوذة من بعض الأفلام السيئة.
الثاني عشر: لا بد أن تشعر أنك مكلف بمتابعة زوجتك في عبادتها كإيقاظها لصلاة الفجر، وقراءاتها في كتب العلم، وتنفيذها للأحكام الشرعية كإخراج زكاة الحلي.
الثالث عشر: لا تكلف زوجتك رهقاً بكثرة الولائم خصوصاً إذا صارت متعبةً من الحمل أو المرض وتكلف شيئاً ما بشراء الطعام الجاهز من السوق أحياناً.
الرابع عشر: مكنها من شراء الثياب لها في حدود المعقول، ولا تتذرع دائماً بالإسراف إذا أرادت شراء شيء مهم، وخصوصاً في لباسها في المناسبات غير المتكررة.
الخامس عشر: تجنب قدر الإمكان إظهار الاختلاف معها في تربية الأطفال أمام الأطفال أنفسهم، وتحمل خلافها لك في الرأي أمامهم ثم تفاوض معها فيما بينك وبينها.
السادس عشر: احرص على النظافة الشخصية خصوصاً إذا أردتها بعد الرجوع من عملك مباشرةً.
السابع عشر: إياك ومعاقبة زوجتك بمنعها من بعض الطاعات كجلسات العلم مع أخواتها، أو سماع الكتب والأشرطة إلا إذا صار خروجها من البيت شيئاً غير محمود فلك منعها عند ذلك أو التخفيف.
الثامن عشر: تجنب ذكر شيء من أخطاء الماضي أمامها -أخطاءك أنت- خصوصاً المحرمات التي يقع فيها بعض الأزواج في ماضيهم قبل الزواج لا داعي لذكرها للزوجة، ولا تعيرها بأخطائها هي الماضية إذا حسنت توبتها.
التاسع عشر: تجنب إيذاء زوجتك بالألفاظ مثل: أنا أخذتك من الشارع، أنتِ لا تفهمين شيئاً، أو أنتِ بقرة، أو أنتِ هندية، ونحو ذلك، فبعض الناس يقولها لزوجته.
العشرون: انتبه لإشباع رغبتها، وإعفافها في المعاشرة، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: (أحب لأخيك ما تحبه لنفسك).
الحادي والعشرون: إياك وعدم العدل بين الأولاد خصوصاً زيادة أولاد إحدى الزوجتين على أولاد الزوجة الأخرى في الأعطيات، أو الهبات، أو إدخال أولاد إحدى الزوجتين في مدارس خاصة وترك أولاد الأخرى في المدارس العادية.
الثاني والعشرون: حاول ألا تعيب لباسها وطعامها قدر الإمكان، أثنِ على ما كان جيداً واسكت عن الباقي وهي ستفهم.
الثالث والعشرون: تجنب انتقاد أهلها أمامها؛ فإنه غالباً يثيرها عليك.
الرابع والعشرون: إذا دعيت إلى وليمة خارج البيت فتأكد أن في البيت طعاماً يكفيهم.
الخامس والعشرون: إذا أوصلت أهلك لزيارة أناس وذهبت إلى شغلٍ لك فلا تتركهم في بيت الناس إلى ساعة متأخرة من الليل فتحرج أهلك وتضايق الناس.
هذه خمس وعشرون نصيحة لطرد بعض المنغصات في الحياة الزوجية.