من أشد ما ينقض عرى الأسرة الأشياء التي تؤدي إلى الطلاق، فكيف نعالج هذه المشكلة التي تتفشى؟
الجواب
أما أنها تفشت نعم يا أخي، الإحصاءات تقول: أنه من كل أربع زوجات فيها واحدة تنتهي بالطلاق، معنى ذلك: خمسة وعشرين في المائة (٢٥%) من الأسر تتفكك، وهذه إحصائية مخيفة جداً يا إخوان! ربع المجتمع ينهار! أسر تنهار! بنت تمسك في حالة مزرية جداً، فتتبع القضية فتجد -أحياناً- أباها طلق أمها والبنت تعيش عند خالها، أو تعيش عند جدتها، لاحظ أنه عندما تعيش بنت عند جدتها أو خالها بعيداً عن رقابة الأبوين، وليس عليها رقابة مثل ما تكون عند والدها يحدث الفجور، فهو سبب عظيم للفجور؛ ولذلك الطلاق فيه مصائب عظيمة، وأنا أنصح كل امرأة أن تتحمل إلى أقصى ما يمكن قبل أن تطلب الطلاق، وألا تستجيب لنزغات الشيطان فتسارع بطلب الطلاق في أي مشكلة، حصول الطلاق يسبب فراغاً عاطفياً وفقدان مصدر الحنان، وإذا صادفت الفتاة أماً تخلت أو أباً مشغولاً سقطت بسهولة بين براثن الذئاب.
ولا ينبغي أن تطلب المرأة الطلاق إلا إذا صار الزوج منحرفاً في أخلاقه، تاركاً لدينه، مجاهراً بالمعاصي كشرب الخمر أو المخدرات، ولا تطيق إصلاحه ولا الصبر عليه، لأنه صار من معتادي الإجرام، تردد على السجون ومخافر الشرطة هذا حال لا يطاق، لكن بعض النساء تطلب الطلاق لسبب تافه.
لاحظ معي ما يحدث عند بعض الناس حتى ممن عندهم شيء من العلم، إذا طلق قال لها: اذهبي إلى أهلك.
أو هي تقول فوراً لأهلها: تعالوا خذوني.
كلاهما عاصيان، ألم يقل الله عز وجل:{لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ}[الطلاق:١]؟! لماذا يريد الشارع أن المرأة تبقى في البيت في وقت العدة في الطلقة الرجعية؟ ولماذا ينهى عن الطلاق في حيض أو في طهر جامعها فيه ويقول له: إذا أردت أن تطلق وهي حائض: انتظر حتى تطهر؟ لأنه في خلال هذه الفترة ربما اشتاق إليها ونسي الموضوع أصلاً، هناك حكم من وراء هذه العملية، ومع ذلك تجدهم يطلقون في الحيض وفي النفاس وفي طهر أتاها فيه، ويطلقها بالثلاث دفعة واحدة ويخرجها من البيت! مخالفات كثيرة في الطلاق، وأهلها يقولون: لست بدار هوان ولا مضيعة الحقي بنا نواسك الله أكبر! ولذلك يقع الخطأ في الطلاق ويقع الخطأ بعد الطلاق وتتشتت الأسر وتحدث النكبات العظيمة، لا يكاد يوجد زوجين افترقا إلا ونالهما أذى، والمرأة أحياناً تريد أن تهرب من ظلم الزوج، فتقع في ظلم المجتمع وتقول بعد ذلك: ليتني ما طلبت الطلاق، ليتني ما طلبت الطلاق.
وبعض الناس في سبيل العلاج من المشكلات الأسرية يذهبون إلى الدجالين هذه حقيقة، بعض الناس يذهبون إلى الدجالين، وبعضهم من أصحاب الشهادات الجامعية كما أفادت بذلك بعض الأبحاث، وبعض النساء يترددن على الدجالين لأسباب: تريد أن يعمل لها شيئاً حتى يحبها الرجل، أو يعمل لها عملاً لكيلا يتزوج عليها، أو لكي تنجب ذكوراً، أو يعمل لها عملاً لحل العقم:{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً}[الشورى:٤٩ - ٥٠] ما دخل الدجال والذهاب إليه أصلاً حرام؟ تصور ٥٠% من الذاهبين إلى الدجالين في بعض البلدان العربية من المثقفين أصحاب الشهادات!