أنا سأضرب لك مثلاً بما يحصل الآن في هذه الأيام: مجموعة من الناس أرادوا أن يبيعوا بيتاً، وهذا البيت وقف، وهؤلاء الناس يساومون على هذا البيت، ولا يوجد في هذا البلد من يحكمهم من المسلمين صار هذا الآن مثل اللغز، يقول: مجموعة من الناس أرادوا أن يبيعوا بيتاً، وهذا البيت وقف لله تعالى، ليس لأحد حق التصرف فيه، وهؤلاء يساومون عليه أعداء الله، ولا يوجد في هذا البيت من يحكمهم بشريعة الله.
الجواب
هذا -أيها الإخوة- أوان غربة الإسلام، ولكن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده، ولا يمكن أن يتركنا هملاً، ولا أن يتركنا بغير نصر، ونحن نتخذ أسباب النصر، الله عز وجل يقول:{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي}[المجادلة:٢١]{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:٦٩].
فلا يجوز لمسلم أن يجزم بأن الله لن ينصر المسلمين، مهما عملوا، ويقول هذا النصر في الآخرة فقط، وإنما كتب على المسلمين الذل والخزي في الدنيا والابتلاءات الدائمة، لا لقد حكمنا معظم أقطار المعمورة المشهورة قرابة ألف سنة، والآن عندما تغلب إخوان القردة والخنازير من اليهود والنصارى وغيرهم على الأرض في هذا الزمان، نسينا الحقبة الماضية! كم حكم المسلمون الأقطار المشهورة في الأرض؟! كم حكم المسلمون العالم المعمور الحي الحيوي؟! الأجزاء الحيوية من العالم التي حكمها المسلمون كانت هي مقر الحضارات، والنبوغ العلمي، والتقدم، والسعادة التي حصلت بتطبيق الشريعة كم حكم المسلمون العالم سابقاً؟! كثيراً جداً، مئات السنوات متى سقطت الخلافة؟ سقطت قريباً ولم تسقط منذ زمن بعيد، الخلافة العثمانية التي كان جيوشها على أبواب فينيا، وقريباً من روما وغيرها، ما سقطت منذ فترة بعيدة جداً، وإنما سقطت منذ فترة قريبة.
فإذاً: لقد كان أجدادنا يحكمون العالم، فمن أجل مائة أو مائتين سنة من الوقت يُسْقَط في أيدينا! وننسى تاريخنا! وننسى أننا كنا أمة تهيمن على سائر الأمم وتُخشى ويُحسب لها حسابُها! فكر في تاريخ الدول المعاصرة من الدول الكافرة التي قامت كيف قامت؟! ومتى قامت؟! وكم حكمت؟! قام البرتغاليون في البرتغال، وحكموا استعمروا، أين هم الآن؟! دولة شبه متخلفة في أشياء كثيرة، أسبانيا كانت تحكم كثيراً، والله سبحانه وتعالى يقول:{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران:١٤٠] هذا قدر الله، يرفع ناساً ويخفض ناساً {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}[الرحمن:٢٩].
فإذاً: لا يمكن أن تستمر الهيمنة لأمة معينة {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}[آل عمران:١٤٠] هذه سنة الله في خلقه، وسنة الله في عباده.
ولا شك أنه سيكون هناك ظهور للإسلام، كما بشرت بذلك النصوص، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل فرج المسلمين قريباً.