ينصب الصراط على متن جهنم يحطم بعضها بعضا، ويأمر الناس بالمرور عليها، ولا يوجد حل إلا المرور لا مخرج ولا مهرب ولا احتمال إلا المرور، فيمرون على الصراط.
الصراط مظلم مدحضة مزلة فيه كلاليب وخطاطيف، أحدُّ من السيف، وأدق من الشعرة، المرور عليه يحتاج إلى نور حتى لا يسقط أحد، المنافقون يتبعون المؤمنين، والمؤمنون معهم أنوار فيظنون أنهم سوف يستفيدون من ضوئهم، فيضرب بسور بينهم وبين المنافقين فتحدث الظلمة على المنافقين، فلابد أن يسقطوا في النار، فيسقطون في النار، انتهى المنافقون، ألحقوا بالمشركين، تأخروا عن دخول النار عن المشركين لكن إذا دخلوا يذهبون إلى الدرك الأسفل من النار.
فيبقى الموحدون عصاتهم ومتقوهم، فالعصاة والمتقون كلهم يعبرون الصراط واحد كالبرق، وآخر كالريح المرسلة، وبعضهم كأجاويد الخيل والركاب، والبعض يعدو عدواً، وفيهم من يمشي مشياً، ومنهم من يزحف زحفاً ويقوم ويقع ويقوم ويقع، وأناس يسقطون في جهنم، فناج مسلم، وناجٍ مخدوش، ومكردس في نار جهنم، فالناس الذي على الصراط ثلاثة أنواع: ناجٍ مسلَّم لا يصيبه شيء، أولياء الله والمتقون والطائعون وأهل الطاعة والدين لا يصيبهم شيء.
وناجٍ مخدوش، الكلاليب والخطاطيف تخدشه على بعض أعماله ومعاصيه.
ومكردس في نار جهنم، هذا النوع الثالث يسقطون في جهنم، يعذبون وتشملهم شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام بعد حين، يعذب في جهنم إلى ما شاء الله فتدركهم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة المؤمنين وشفاعة الملائكة وشفاعة رب العالمين في النهاية فيخرجون، آخر واحد يخرج الذي يعطى بعد ذلك في الجنة عشرة أمثال أعظم ملك من ملوك الدنيا.
الذين نجوا من الصراط عندما يعدون إلى الطرف الثاني لا يدخلون الجنة مباشرة، هناك قنطرة بين الجنة والنار يحبسون على الجسر، لأن بعضهم بينهم مظالم، صحيح أنهم نجوا لكن هناك من سيأخذ من حسنات الآخر، هناك مظالم ومقاصة، وهذه الحسنات سيستفيد منها الذي سيدخل وترفع درجته، هذا يكون أقل وهذا يكون أكثر، يحبسون على قنطرة بين الجنة والنار للمقاصاة، وهؤلاء هم الناجون، لكن الذي أخذ من سيئاتهم فطرحت عليهم ثم طرح في النار هذا أمره انتهى قبل هذا وسقط في النار، الآن أناس عبروا الصراط إلى الجنة يحبسون للمقاصصة بينهم، ثم يدخلون الجنة بعد ذلك.