وقال صلى الله عليه وسلم مبيناً شيئاً من الأجر في باب الصدقة:(ما تصدق أحد بصدقة من طيبٍ -لا من حرام ولا من مال شبهة ولا رشوة ولا رباً، ولا من إيجارات المحلات التي تفتح أبوابها في أعمال المعاصي- إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرةً فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله) ويمين الله لو وضعت السماوات والأرض فيها ما خَرَّجَت شيئاً ولا ظهر منها شيء، يطوي الله السماوات والأرض بيمينه: كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ، ويمين الله عظيمة، وكلتا يديه يمين، سواء في القوة أو العطاء أو الخير.
يكرم الله هذا المتصدق ولو بتمرة؛ لأنه أنفق مخلصاً من مالٍ طيب، وتأمل في هذا الحديث:(سبق درهم مائة ألف درهم) عجباً كيف يسبق درهم واحد مائة ألف درهم؟!! يقول صلى الله عليه وسلم موضحاً ذلك:(رجل له درهمان، فأخذ أحدهما فتصدق به -أي: تصدق بنصف ماله- ورجل له مال كثير فأخذ من عُرْضِه مائة ألف فتصدق بها) فالأعظم هو الأول الذي أنفق أقل؟! لأنه أنفق نصف ماله، وهذا الغني الذي له الآلاف المؤلفة أخذ من عرضها مائة ألف فتصدق، وما ضرته شيئاً، لكنَّ الأول تصدق بنصف ماله: فإذا تأمل العبد هذه الأعمال، وكم فيها من الأجر فلا يحتقر منها شيئاً:(اتقوا النار ولو بشق تمرة).
نسأل الله أن يعظم أجورنا وأجوركم، وأن يرشدنا وإياكم لولوج أبواب الخيرات، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.