للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معركة مرج دابق]

وعيسى عليه السلام سيكون نزوله موافقاً لخروج المهدي الذي يبعثه الله، وسيكون نزول عيسى بعد قتال المسلمين للنصارى، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بـ الأعماق أو بـ دابق).

قال ياقوت الحموي في معجم البلدان: الأعماق المراد به العمق، وهي ناحية كورة قرب دابق بين حلب وأنطاكية، أنطاكية في تركيا وحلب في سوريا ودابق: مكان معروف الآن، وهي قرية قرب حلب من أعمال عزاز بينها وبين حلب أربعة فراسخ.

الروم سينزلون في ذلك المكان قرب مدينة حلب في سوريا الآن، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، ناس كانوا مع الروم فالتحقوا بالمسلمين، أو أخذوا من الروم وأسلموا عند المسلمين، فالروم يقولون للمسلمين: أعطونا الذين أخذوا منا نقاتلهم نصفي بني جلدتنا أولاً، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا.

نعم هؤلاء أصلهم من الروم، لكن أسلموا وصاروا إخواننا، كيف نتركهم إليكم ونسلمهم إليكم؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يسلمه) لا يتخلى عنه ويتركه للأعداء.

قال: فيقول المسلمون: لا والله ما نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم- يعني من المسلمين- ثلثٌ لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثٌ هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبداً.

ثلث جيش المسلمين الباقي لا يفتنون أبداً إذا صارت الموقعة عند مرج دابق بين حلب وأنطاكية، وسيتوجه المسلمون بعد كسر جيش النصارى إلى القسطنطينية فيفتحونها.

فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون -معنى ذلك أنه سيكون القتال بالسيوف- إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، والمسيح المقصود به هنا المسيح الدجال، فيخرجون، وذلك باطل فإنه لم يخرج الدجال بعد، ولكن الشيطان لا يريد أن يدع المسلمين يفرحون بالنصر، يريد أن ينغص عليهم، فيقوم المسلمون ويأخذون السلاح ويستنفرون بسرعة للقاء الدجال وحربه.

قال: فإذا جاءوا الشام يخرج الدجال حقيقةً وصدقاً، فبينما هم يعدون للقتال ويسوون الصفوف استعداداً للمعركة الفاصلة مع الدجال -لأنه قد تم القضاء على النصارى عسكرياً، وبقي الآن القضاء على اليهود وقائدهم الدجال- فينزل عيسى ابن مريم فإذا رآه عدو الله هرب، فإذا أدركه ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لذاب حتى يهلك، ولكن يقتله بيده، فيريهم دمه في حربته، فيكون إذاً قتل المسيح الدجال على يد المسيح ابن مريم، وينهي مسيح الهداية مسيح الضلالة ويقضي عليه.