[تحذير من السفر إلى بلاد الكفار]
من الناس اليوم وفي هذا الشهر -شهر الحر- من يريد السفر بأي طريقة إلى بلاد الكفر والمعصية، وهؤلاء بائعو السياحة يتفننون في إغراء المسلمين في قضاء إجازاتهم في بلاد الكفر التي غابت عنها شمس الدين والفضيلة، وهي محاولات للسطو على أماناتنا الأموال والأولاد، لأن الله قال: {لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال:٢٧ - ٢٨] وهذا وليٌ لا يحفظ ولده، وهذا صاحب مالٍ لا يحفظ ماله.
عباد الله: إنهم يقترضون من البنوك للسفر إلى الخارج، وتقول المرأة للأخرى: لماذا لا تسافرون؟ ما عندكم مال؟ اتجهوا إلى البنك يقرضكم، فيقترضون المال بالحرام بالربا؛ لأجل سفر الحرام، والمسألة حرام في حرام، وبعد ذلك يسددون الفواتير، وهناك عوائل تقتر على أنفسها طيلة السنة لكي يجمعوا المال للسفر إلى الخارج، حتى إذا عادوا قالوا لمن حولهم: لماذا ما رأيناكم في لندن ما رأيناكم في باريس ما رأيناكم في كذا هذه أمنيتهم، وهذا غاية ما يتمنونه؛ أن يقولوا: كنا في مكان كذا، ويروا في مكان كذا.
أين هؤلاء من الموت؟ أين هؤلاء من القبر؟ أين هؤلاء من الآخرة؟ أقسام الجوازات تعمل ليلاً نهاراً، والناس في غاية الاندفاع إلى السفر إلى بلاد الكفار جاء شهر الحر {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة:٨١] لو كانوا يعملون! لو كانوا يبصرون! لكن ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم غشاوة فلا يرون الحق، ولا يرون الدين، والتقى، وإنما يرون المعاصي والآثام والفجور.
هذه المظاهر الاجتماعية السيئة إلى متى ستستمر؟ قالوا: نقصت أموال الناس! فإذا هم يزدادون في السفر، وعوضوا بدلاً من بعض بلاد الكفر الأغلى بلاداً أرخص، وهذه المتع المحرمة التي يسافرون إليها وتضيع فيها الأموال ثلاثة مليون سائح في عشرة أيام، في معدل إنفاق خمسمائة إلى ستمائة ريال، هذا من أدنى المستويات، النتيجة ستكون: مليار وستمائة مليون تصب في جيوب الكفار من أموال المسلمين، والناس في بلاد المسلمين الأخرى يموتون من الجوع، ويبحثون عن حبة طعام تركها بعض موظفي الإغاثة بين التراب ليأكلوها، وهؤلاء يبعثرون أموالهم، ويقترون على أنفسهم، ويستدينون من البنوك، ويسافرون بالأقساط!!! هل تظنون أن الله سيغفل عن هؤلاء أو يتركهم وقد فعلوا ما فعلوا؟! اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم ردنا إلى الحق رداً جميلاً يا رب العالمين.
اللهم بصرنا بعيوبنا، اللهم قوِّ إيماننا في قلوبنا، اللهم ارزقنا الغلبة على فتنة النساء والأولاد، اللهم ارزقنا الصمود أمام هذه الفتن يا رب العالمين.
اللهم اجعلنا من القائمين بأمرك في أسرنا وبيوتنا، وفي أولادنا ونسائنا يا رب العالمين.
اللهم ارزق المجاهدين نصراً قريباً، اللهم عجل فرجهم يا رب العالمين، اللهم إن لنا إخواناً مستضعفين في الأرض يسامون سوء العذاب، وأنت الحي القوي، وأنت على كل شيء قدير، اللهم ارحم قتلاهم، واشف جرحاهم، اللهم أطعم جائعهم، واكس عاريهم، واحمل حافيهم، اللهم عجل بنصرهم، وعجل بفرجهم، وردهم إلى الإيمان والتوحيد يا أرحم الراحمين.
اللهم دمر أعداءنا، اللهم أهلك عدونا، اللهم اجعل الفرقة بينهم، وأفشل خططهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم اللهم خالف بين قلوبهم، وألق فيها الرعب يا رب العالمين، اللهم اضرب بعضهم ببعض، اللهم خيب رميتهم، واجعل دائرة السوء عليهم.
اللهم إنك على كل شيء قدير، فارحم إخواننا، واكبت أعداءنا.
اللهم اقض ديوننا، واستر عيوبنا، وارحم ميتنا، اللهم إذا وضعنا في قبورنا، فليس لنا إلا رحمتك، اللهم ثبتنا عند السؤال، وباعد بيننا وبين سوء المآل يا رب العالمين، اللهم أحسن وقوفنا بين يديك، ولا تخزنا يوم العرض عليك وأنت الرحمن الرحيم، ونحن عبادك ليس لنا إلا رحمتك، فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.