ولكن ننبه أيها الإخوة إلى قضية تربوية وهي أن المراقبة يجب ألا تكون بطريقة إرهابية كما يفعل البعض، بل إن المراقبة الناجحة هي التي تتم دون شعور الأولاد، هم يشعرون أنك حازم، أنك تتابع الأمور، لكن لا تجعل الجو في البيت إرهابياً، فتقوم بتفتيش مفاجئ وهم في البيت، وتعمل أشياء تشبه ما يحدث في الأفلام البوليسية، ولكن عليك بأن تنصح، أو تعاقب إذا لزم الأمر، وتعظ بدون أن يكون هناك سلبيات في هذه المراقبة والملاحظة.
وأذكر لكم قصة رجل كان عنده شيء زائد من هذا التدقيق فأدى إلى كرهٍ له من قبل أولاده، كان لديه في البيت كمبيوتر، ووصل به الأمر إلى أنه يخزن في هذا الكمبيوتر أخطاء أولاده، وإذا حصل شيء من أحد أبنائه: استدعاه بمذكرة، وفتح الجهاز وفتح الصفحة والخانة قال: أنت عملت كذا وكذا وأنت عملت كذا وكذا، وسجل هذه الجديدة مثل هذه الطرق التي لا تحدث في كبريات الشركات، ينبغي ألا تكون أيضاً من السلبيات التي تحدث في مراقبة بعض الآباء والأولياء لتصرفات أبنائهم، بل تكون مراقبة عن بعد، وإذا حدث شيء أو شعرت بشيء يمكن أن تبحث خفية، ثم تعظ وتنصح وتوجه، وتعاقب إذا لزم الأمر ذلك.
نصيحة: عليك بالاهتمام بالجلسات الفردية، جلسات المصارحة بينك وبين أولادك أو زوجتك، أو بين الأم وبناتها وأولادها، جلسات المصارحة التي تقول فيها للولد أشياء كثيرة، جلسات المصارحة التي يحس الولد من خلالها أنك تحبه، أنك تحرص على مصلحته، أنك تريد الخير له، وتكون بمعزل عن بقية الناس، لا يكون فيها تشهير، ولا تحطيم لمعنوياته وشخصيته.