ومن المشكلات: عدم إعطاء الرجل زوجته حقها الشرعي في المبيت، وربما هجرها في الفراش سنين طويلة، لا يأتيها ولا ينفق عليها ولا يعفها، والمرأة لها حاجة كالرجل فهذا لا يجوز؛ ولذلك تكلم العلماء عن أكثر مدة يجوز للرجل فيها أن يترك زوجته دون مبيت ودون إتيان، والحق أن ذلك يختلف باختلاف النساء فلسن سواءً في ذلك، وربما كان هذا سبباً من أسباب انحراف النساء، لأنك أحياناً إذا نظرت في امرأة يدخل عليها رجال أجانب -والعياذ بالله- أو تذهب مع رجال أو هكذا، تجد من الأسباب أحياناً أن زوجها لا يعطيها حقها في الفراش، فهي لما عدمت الحق في الحلال ذهبت تبحث عنه في الحرام.
وهذا حديث آخر يبين هذا الأمر، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال:(آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة أي: في هيئة رثة لا تدل على أنها امرأة متزوجة- فقال لها: ما شأنك؟ فقالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال له: كل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان من الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال سلمان: نم، فنام، ثم ذهب يقوم قال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان -وزاد الترمذي - وإن لضيفك عليك حقاً) والحديث عند البخاري وغيره.
فهذا يبين أن الإخوة في الله يتعاهدون بينهم في التنبيه على النقص الذي يكون عند بعضهم، وأن مبيت الرجل عند أخيه قد يكشف له شيئاً من العيوب التي تحتاج إلى علاج.