ومن الأخطاء التي تحصل وتسبب الانهيار أو التراجع: أن يظن بعض الدعاة إلى الله أن المهم هو إيصال الشخص رجلاً كان أو امرأة إلى مرحلة الاستقامة الظاهرة، أن يستقيم بشكله، مثلاً المهم أن هذا الرجل يعفي لحيته ويقصر ثوبه، أو أن هذه المرأة تلتزم بالحجاب الكامل، هذا هو المهم، فإذا وصل هذا الرجل أو هذه المرأة إلى هذه المرحلة انتهى المقصود وحصل المأمول وتحقق الهدف، هذا خطأ، وكون هذا الشخص أو هذه المرأة تترك الالتزام بعد أن وصلت أو وصل إلى هذا الالتزام الظاهري غير صحيح؛ لأن هناك أموراً تربوية كثيرة لا بد من تحصيلها ولا بد من تحقيقها وتوفيرها حتى يستقيم الشخص فعلاً، وإلا فإن الأشياء الظاهرة ليست هي كل شيء، كما أنه من غير الأشياء الظاهرة فإن هذا لا يعتبر كمالاً مطلقاً، فإذاً الترك الذي يحصل لمن استقام ظاهرياً؛ لأنه انتهى المقصود من الأمر ومن الدعوة إلى الله خطأ كبير:
فالفرد إن يترك يضع في عصرنا ترك الشباب أساس كل الداء