وكذلك فإن التكبير في عيد الفطر آكد لأجل الآية:{وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ}[البقرة:١٨٥] هذا جاء في سياق صيام رمضان، ولتكملوا العدة: عدة رمضان، ولتكبروا الله على ما هداكم، لكن هناك فرق في التكبير بين عيد الأضحى وعيد الفطر: أن عيد الأضحى فيه مشروعية التكبير المقيد وهو التكبير الذي شرع في عقب كل صلاة فريضة في جماعة فيلتفت الإمام إلى المأمومين ثم يكبر ويكبرون، ويبتدئ التكبير المقيد بأدبار الصلوات في حق غير المحرم من صلاة الفجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وأما المحرم فيبتدئ التكبير المقيد في حقه من صلاة الظهر يوم النحر إلى عصر آخر أيام التشريق؛ لأنه قبل ذلك مشغولٌ بالتلبية، هذا تفصيل الفقهاء في التكبير المطلق والمقيد بالنسبة لعيد الأضحى، وقد قال الله تعالى:{وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}[البقرة:٢٠٣] وهي أيام التشريق، وقال الإمام النووي رحمه الله: هو الراجح وعليه العمل في الأمصار، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: أصح الأقوال في التكبير الذي عليه الجمهور من السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة، لما في السنن:(يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله) وكون المحرم يبتدئ التكبير المقيد من صلاة الظهر يوم النحر وليس من فجر يوم عرفة كما يفعل المقيم، ذلك لأن التلبية لا تقطع إلا برمي جمرة العقبة، ووقت رمي جمرة العقبة المسنون ضحى يوم النحر، فكان المحرم فيه كالمحل، فلو رمى جمرة العقبة قبل الفجر فلا يبتدئ التكبير إلا بعد صلاة الظهر أيضاً عملاًَ بالغالب.