ومن مظاهر عدم الجدية كذلك: واقع مجالسنا اليوم، ما هي الأشياء التي تثار اليوم في مجالسنا؟ ما هي القضايا التي تطرح الآن؟ إذا جلس مجموعة من الناس مع بعضهم ما هي القضايا التي تناقش وتطرح في هذه المجالس؟ هل يتناقشون في مسألة في كتاب الله، أو في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ مسألة في الفقه؟ أو يناقشون بعض أحوال المسلمين؟ أو يناقشون أوضاع إخوانهم المسلمين، ويفكرون في حلول مشكلات المجتمع، ويتداولون الخبرات فيما بينهم مثلاً؟ أو القصص المفيدة التي يكون فيها تعليقات جيدة؟ أو مثلاً حال الناس الآن من قطيعة الرحم، هل هذا الذي يناقش، أو ما الذي يطرح في مجالسنا؟ وقد سمعت أن بعض الشباب العزاب جلسوا مرة من المرات إلى الساعة الثانية والنصف ليلاً، يتناقشون في كيفية دخول الرجل بزوجته ليلة الزفاف، هم طلبة صغار، ما هذه التفاهة؟! وكيف نرضى أن تمضي أوقاتنا بهذه السهولة في هذه المواضيع العجيبة؟! ثم تضيع صلاة الفجر طبعاً هذه نتيجة طبيعية؛ فنظرة تلقيحية إلى واقع المجالس، نخشى أن تكون هذه المجالس فيها من المحرمات أشياء كثيرة وخصوصاً أنه لو جلس خمسة أشخاص لمدة ساعة كم ضاع من وقت المسلمين؟ خمس ساعات؛ لأن كل واحد ضيع ساعة فضيع الجميع خمس ساعات من وقت المسلمين، خمس ساعات في الصباح، وخمس ساعات في الليل ومثلها يومياً واضرب في ثلاثين شهرياً في اثني عشر سنوياً حتى تعرف كم يضيع من أوقات المسلمين، التي من المفترض أن المسلمين يحتاجون إليها بشدة، والتي من المفترض أن تنفق في سبيل الله.