ومن الأمور المهمة: المواصلة والمواظبة والاستمرارية، وهذا الأمر قد أشرنا إليه في السابق، ونزيد عليه بأن بعض الطلاب الذين يعتريهم الفتور ينبغي أن يكون الحماس متولداً، وينبغي أن يكون هناك في الوسط مَن يحمِّس ويشعل الحماس مرة أخرى، وينبغي إذا غابت الدروس فترة في الامتحانات أن تعود للظهور مرة أخرى، حتى تحصل العودة.
ولا شك أن من ضعف الحماس أن يوجه الإنسان فترات مثل فترات الامتحانات والاختبارات، ولكن يجب أن يبدأ بعدها بانطلاقة كبيرة؛ لأنه من المفترض أن يكون متشوقاً متلهفاً لإكمال المشوار.
كان رجل يطلب العلم فلا يقدر عليه، فعزم على تركه، فمر بماء ينحدر من رأس جبل على صخرة قد أثَّر فيها، فقال الرجل: الماء على لطافته قد أثَّر في صخرة على كثافتها! والله لأطلبن، فطلب، فأدرك.
ولذلك فإن المسألة تحتاج إلى مواصلة ومتابعة، وبالتدرج وبمرور الوقت يحصِّل الإنسان أشياء كثيرة.