أيها الأخوة! إن توحيد الأمة، وإعداد العدة، والتربية على الإسلام؛ ثلاثة أمور لا يمكن أن ينتصر المسلمون إلا بها، صلاح الدين عندما تحققت عنده انتصر.
أولاً: تربية الناس على الإسلام.
ثانياً: توحيد الأمة، فلا يمكن أن يقاتل المسلمون وهم متفرقون، ومن أين يأتي النصر؟ ثالثاً: إعداد العدة، فإذا تحصلت هذه الشروط انتصر المسلمون بإذن الله {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}[محمد:٣٥].
وحتى يحين ذلك اليوم؛ الذي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغناه مجاهدين في سبيله، فإننا ندعو أنفسنا جميعاً لإعداد العدة، فالنصارى احتلوا بيت المقدس (٩٢) سنة واليهود احتلوا بيت المقدس (٤٢) سنة فإذاً كان من يحتل بيت المقدس جلسوا فيه ضعف الزمن الذي جلسه اليهود الآن، ولكن الله هيأ لهم من يخرجهم بعد (٩٢) سنة من الاحتلال، ولعل الله يجمع اليهود الآن في هذا المكان من كل حدبٍ وصوب من أقطار الأرض حتى تكون نهايتهم واحدة بإذنه سبحانه وتعالى، مهما طال ليل الظالمين، فإن الفجر سيبزغ إن شاء الله، وهاأنتم ترون طلائع الجهاد في أرض الأفغان وفي أرض فلسطين بوادر وبذر طيبة، تمهيداً لذلك اليوم الذي يأذن الله فيه بعلو الإسلام، ولا بد أن يأتي؛ لأن عندنا من نصوص القرآن والسنة ما يجزم أن الله سيدخل هذا الدين كل بيت على سطح الأرض بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر وأهله.
المهم: ألا ننام نحن ولا نقعد، بل نواصل العمل في تعليم أنفسنا، والدعوة إلى الله، وتربية الناس، وشحذ هممهم، وتذكيرهم الجهاد (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية) لذلك لا بد أن تكون النية في الغزو -متى ما جاء وقته- حاضرةً عندنا جاهزةً لدينا، حتى إذا حانت اللحظات خرجت تلك النفوس إلى ربها سبحانه وتعالى تسعى سعياً حثيثاً.
والمسلمون يحتاجون اليوم إلى إعداد كبير وتربية عميقة، ولن يقوم بها إلا أنتم أيها المخلصون من المسلمين.
والمسلمون اليوم يعانون من أوضاع غريبة شاذة لم تمر بهم من قبل، فهم في ميدان يحتاجون فيه إلى دعم الجهاد، وفي ميدان يحتاجون فيه إلى إزالة جهل، ومحاربة شرك، وقمع بدعة، وفي ميدان يحتاجون إلى توطين أنفسهم، وفي ميدان يحتاجون إلى نشر الدعوة في أوساط الكفار، وفي ميدان يحتاجون إلى تربية؛ والتربية مهمة جداً لا بد أن تكون في جميع الميادين، وكلكم على ثغرة من ثغور الإسلام، فالله الله أن يؤتى الإسلام من قبلك، وأنت مسئول في بيتك، ووظيفتك، ومسجدك، وشارعك، وأنت مسئولٌ عن المسلمين في أرجاء الأرض المضطهدين في دعمهم بالنفقات المادية، وعلى الأقل بالدعاء لهم أن ينصرهم الله نصراً مؤزراً.
علينا أن نقرأ التاريخ -أيها الإخوة- لنعلم فعلاً أن الله لا يخلي بين هذه الأمة وبين الشيطان، وأن الله تعالى ناصر دينه ولا بد، ولو حصل الإيمان لجاء النصر بإذنه عز وجل {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}[محمد:٣٥].