كذلك كان من واجبات الحب في الله أو المحب لحبيبه أن يبذل نفسه في رضاء المحبوب:- حتى بذل الصحابة أنفسهم رضوان الله عليهم في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم في المعارك؛ لأنهم يحبونه، فكان أحدهم يأتي أمام الرسول والسهام تتطاير ويقول:(يا رسول الله! نحري دون نحرك) يصيبني ولا يصيبك، فإذا كانت هذه هي حالهم في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف حالهم في محبة رب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! لذلك يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
ثوى في قريش بضع عشرة حجة يذكر لو يلقى حبيباً مواتيا
ظل يدعو الكفرة في قريش بضع عشرة حجة! وليس هناك فائدة!
ويعرض في أهل المواسم نفسه فلم يرَ مَن يؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واستقرت بها النوى وأصبح مسروراً بطَيْبَة راضيا
بذلنا له الأموال من حل مالنا وأنفسنا عند الورى والتآسيا
نعادي الذي عادى من الناس كلهم جميعاً وإن كان الحبيبَ المصافيا
ونعلم أن الله لا رب غيره وأن رسول الله أصبح هاديا
يعادون من يعادي الرسول صلى الله عليه وسلم، ويدافعون عنه، ويبذلون أموالهم.