ومن الأسباب كذلك: التساهل واتباع الرخص واحتقار الصغائر، وهذه المسألة خطيرة تتسع وتمتد، فمرة يسبل إزاره ويقول: هناك من كره الإسبال ولم يحرمه، ومرة يأخذ من لحيته ويقول: هناك من أجاز ذلك، ومرة يسمع إلى الموسيقى والغناء ويقول: هناك من كرهها ولم يحرمها أو أجاز الموسيقى الهادئة وحرم الموسيقى الغربية الصاخبة، ويتساهل بعضهم في الجلوس مع النساء الأجنبيات والاختلاط، وهذا التساهل واحتقار الذنب يؤدي تدريجياً إلى تراكم الذنوب والانتقال من الذنب الصغير إلى الذنب الأكبر منه حتى يحدث الانتكاس والعياذ بالله! ويدخل في ذلك مخالطة العامة بغير تحفظ، والأقرباء غير المستقيمين والاستئناس إليهم، والرضا بالمنكر الذي هم عليه وعدم إنكاره، ومجاراتهم في الحديث، وربما استهزءوا بالدين وهو جالس فلا يلبث أن تضعف عظمة الله في نفسه حتى تتلاشى فيسقط! وكذلك مدخل شيطاني يدخل منه أحياناً على الشخص من باب الدعوة: فيقوم الرجل يزعم أنه يريد أن يدعو امرأة أجنبية مباشرة فيكلمها وتكلمه، أو امرأة تريد أن تدعو رجلاً أجنبياً فاسقاً مباشرةً فتكلمه -بزعمها- تريد أن تدعوه إلى الله ماذا نتوقع أن يحدث بعد ذلك إلا العلاقات المحرمة التي تنتهي إلى نهاية سيئة.