فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ما هو التصرف الحكيم لمقابلة الأقارب وخاصة ممن هم غير ملتزمين؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، مسألة صلة الرحم من الفرائض المهمة التي أوصى الله تعالى بها ومشكلة كثير من الشباب اليوم أنهم يهملون في صلة أرحامهم، لأسباب منها مثلاً: أنهم يعتقدون أنهم منشغلون بأشياء من الدين أهم، فيقول: أنا مشغول بطلب العلم وأريد أن أدعوا إلى الله وأربي نفسي مع إخواني، فأين الوقت الذي أزور فيه أرحامي؟ فيترك.
هذا غير صحيح يجب أن توازن، اتقوا الله ما استطعتم، وليس من المعقول ألا تجد وقتاً للقراءة، ولو أنك ضغطت نفسك، أو استفدت من أوقات الفراغ التي عندك لوصلت أرحامك، ولكن بعض الناس يتعذرون بأشياء، يقول هذه أهم، والدعوة إلى الله، وطلب العلم، التربية، فلا يصل رحمه! فيقع في جريمة عظيمة (قطع الرحم)، وعموماً والتعامل مع الأقرباء مشكلة لأن فيهم كثيراً من الفجرة والفسقة، وقد تجلس في مجلس فيدخن، تجلس في مجلس فيشغل الملاهي والأغاني، وتجلس في مجلس فتأتي زوجة عمك متكشفة متبرجة، فماذا تفعل؟ في هذا درس تم في المنطقة عندنا عن صلة الرحم وهو مسجل في شريطين، لعل فيه علاج لكثيرٍ من الجوانب التي تتعلق بصلة الرحم، خصوصاً إلقاء الضوء على ما يتصل بالشباب من هذه المسألة، ولا أعرف بماذا أتكلم الآن في هذه العجالة، ولكن أقول: إن صلة الرحم تتم بعدة أشياء: فإن كان دخولك لبعض أرحامك يسبب وقوعك في منكر شرعي، فإنك تصلهم بالرسائل، تصلهم بأن ترسل لهم سلامك مع بعض الناس، لو كان يدخن ولابد، فتزوره في نهار رمضان، لو كان مثلاً في البيت يشغل أشياء، زره في المكتب، إذا حضر المنكر عندك أنكر المنكر، فإذا ما أنكر المنكر، فامش، ولو حدثت مفسدة عظيمة من تركك للمكان كأن يترتب على ذلك طلاق زوجة أو مفسدة أخرى، فيمكن أن تطرق في الأرض مثلاً، لكن إذا لم يكن هذا حاصلاً، فلا يصح لك بعد أن تنبههم وتنصحهم أن تجلس، فإذاً أنت تذهب وتجلس، فإذا حصل المنكر فانْه عنه أو فارق المكان مثلاً إلى غرفة ليس فيها منكر، وتجلس فيها، المهم أنك تحاول أن تجد لك طريقاً، تدعوهم تزورهم بالهدايا، أخي أرسل هدايا فهذه لها تأثير عظيم، أرسل سلامك فله تأثير عظيم، اتصل بالهاتف هم بينهم وبين بعض لا يتصلون بالهاتف ولا يسأل بعضهم عن بعض، فأنت حين تبادر وتتصل، فهذه لها أثر عظيم.
وأسأل الله سبحانه وتعالى لي ولكم الرشاد، وأن يحبب إلينا الإيمان ويزينه في قلوبنا، وأن يكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وأن يجعلنا وإياكم من الراشدين، والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.