عندنا يا إخوان مشكلة أخرى، هي مشكلة في الإرجاء والتعلق بأحاديث الرجاء، وعدم الالتفات إلى الخوف من الله، لو سألت الواحد فينا ماذا تؤمل يوم القيامة؟ يقول: آمل الجنة، وأظن أن الله سيرحمني ويغفر لي، والجنة إذا نحن لم ندخلها فمن سيدخلها؟ ألكفار؟ فنقول: وما أدراك لو دخلتها، هل ستمر على النار قبل دخولها؟ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً}[مريم:٧١] قطعاً كل واحد فينا سيرد النار مائة في المائة {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً}[مريم:٧١] ليس فيها كلام، لكن ليس عندنا وعد أننا سننجو، قال الله تعالى:{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً}[مريم:٧٢].
مشكلتنا أننا دائماً نقول: إن الله غفور رحيم، وننسى أن الله شديد العقاب:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}[الحجر:٤٩ - ٥٠] نحن نتذكر جيداً قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر:٥٣] لكننا قد لا نتذكر قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}[النساء:١٢٣] قالوا عن: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}[الزمر:٥٣] أرجى آية في كتاب الله، وفي قوله تعالى:{مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}[النساء:١٢٣] أخوف آية في كتاب الله، وكذلك:{وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}[الزمر:٤٧].