للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإحسان إلى الإخوان]

الحمد لله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ويشركون، نحمدك اللهم ونثني عليك ونشكرك ونوحدك ولا نكفرك ونخلع كل من يكفرك.

وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، هو رسول الله الرحمة المهداة والبشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وذريته الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه والتابعين.

عباد الله! قال صلى الله عليه وسلم: (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه) وقال عليه الصلاة والسلام: (المؤمن مرآة أخيه، المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه فيحفظه في ماله، ويتعاهد حاله، ويصلح شأنه ويرعى مصلحته) ولذلك لا تجوز المصارمة بين الإخوان، القطيعة والهجران من المحرمات، فعن هشام بن عامر الأنصاري -ابن عم أنس بن مالك، وكان أبوه قد قتل يوم أحد - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل لمسلم أن يصارم مسلماً فوق ثلاث، فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما، وإن أولهما فيئاً يكون كفارته عند سبقه بالفيء -إذا سبق بالرجوع إلى صاحبه كان ذلك الرجوع كفارة لما حصل- وإن ماتا على صرامهما، لم يدخلا الجنة جميعاً أبداً، فإن سلم عليه فأبى أن يقبل تسليمه وسلامه رد عليه الملك ورد على الآخر الشيطان) رد عليه الملك على المسلم البادئ، ورد على الآخر الشيطان، قاله عليه الصلاة والسلام.

فانظر الآن في أحوالنا الاجتماعية وتقاطع بعضنا مع بعض، وهذا لم يدخل بيت قريبه منذ كذا سنة، وآخر يمر بالمجلس فلا يسلم عليه لما بينه وبينه من القطيعة، حقوق الأخوة عظيمة، والإعداد للقاء الإخوان من الدين، فعن ثابت البناني قال: [إن أنساً كان إذا أصبح دهن يده بدهن طيب لمصافحة إخوانه] كان أنس إذا أصبح وضع الطيب في يده لأنه سيمشي ويشاهد ويقابل إخوانه وسيصافحهم، فليكن ما ينتقل من كفه إلى كف أخيه طيباً.

حتى توزيع النظر في الجلسات مع الإخوان، فعن حبيب بن ثابت قال: كانوا يحبون إذا حدث الرجل لا يقبل على الرجل الواحد ولكن ليعمهم، يعمهم بنظره فيوزع عليهم نظرات يشرك فيها الجميع، ولا يجوز ترويع الأخ المسلم أبداً، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعباً ولا جادا فإذا أخذ أحدكم عصا صاحبه فليردها إليه).