للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الربيبة وغيرها من المحارم]

السؤال الذي يليه: هل يجوز لك الزواج بابنة زوجة ابنك من غيره؟ ولدك تزوج بامرأة وعندها بنت من غيره، فهي ربيبة ولدك، فهل يجوز أن تتزوج ربيبة ولدك أم لا؟

الجواب

نعم، يجوز ذلك، لأنها ليس لها علاقة بك، وهل يجوز لولدك أن يتزوجها؟ لا؛ لأنها ربيبته.

نعيد المسألة: ربيبة الولد حرام عليه، لكنها ليست حراماً على أبيه.

ولذلك سنجعل هذا السؤال منفصلاً، حتى يتبين أكثر: هل يجوز لك الزواج من ربيبة أبيك؟ أبوك تزوج امرأة، وعندها بنت من غيره، فهل يجوز لك أن تتزوج من ربيبة أبيك أم لا؟ الجواب: يجوز لماذا؟ لأنها ليس لها علاقة بك، لكنها حرام على أبيك؛ لأنها ربيبتة، وليست حراماً عليك أنت.

السؤال الذي يليه: هل يجوز لك أن تتزوج من أم زوجة أبيك؟ أبوك تزوج زوجة، والزوجة هذه لها أم، فهل يجوز لك أن تتزوج بأم زوجة أبيك؟ ولنحلل المسألة: أم زوجة أبيك حرام على أبيك، فهل هي حرام عليك أم لا؟ لا يجوز لك أن تتزوج بأم زوجة أبيك لماذا؟ لأنها تحرم عليك كما تحرم على أبيك هذه قاعدة لم يذكرها أهل العلم في كتبهم! الجواب: نعم، يجوز ذلك؛ لأنها حرام على أبيك، وليست حراماً عليك لكن من الذي يفعل ذلك؟ من الذي سيتزوج بأم زوجة أبيه؟ أقول: لو أن أباك تزوج واحدة عمرها -مثلاً- ثلاثون سنة، وأمها عمرها خمسون سنة، فهل ستتزوج بأم زوجة أبيك؟ من ناحية الجواز يجوز؛ لكن من ناحية أنه يحصل أو لا، هذا راجع إليك.

السؤال الذي يليه: هل يجوز لك التزوج من أم زوجة ابنك؟ ابنك متزوج وعنده حماة، فهل يجوز لك أن تتزوج من حماة ولدك؟ الجواب: نعم.

يجوز لك أن تتزوج من أم زوجة ابنك.

هذه معقولة، ومن ناحية الواقع ممكنة.

وهنا سيأتي السؤال الذي يوضح ما سبق: لو تزوج رجل امرأة، فهل يجوز أن يتزوج ابنه بنتها؛ فيكون الأب أخذ الأم، والابن أخذ البنت؟ الجواب: نعم يجوز ذلك لماذا؟ لأنها ربيبة أبيه، ولذلك لا تحرم عليه، فسواء الابن تزوج امرأة وأبوه تزوج بنتها، أو الأب تزوجها وابنه تزوج بنتها، كل ذلك جائز.

السؤال الذي يليه: زوجة ولدك بالرضاع، هل تحرم عليك أم لا؟ عندك ولد رضع من لبنك، وليس ولدك من صلبك، لكنه رضع من لبن أنت السبب فيه، وهذا الولد تزوج ثم مات أو طلق، أو تزوجها ثم أرادت أن تكشف عليك، فهل تسمح لها أن تدخل عليك أم لا تسمح لها أن تدخل عليك؟ الجواب: يجوز أن تكشف عليك؛ لأنها محرمة عليك و (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ} [النساء:٢٣].

سؤال آخر: رجل متزوج اثنتين، إحداهما أرضعتك، والأخرى مات عنها مات وترك اثنتين، واحدة أرضعتك والثانية لم ترضعك، فهل يجوز لك أن تتزوج بالتي لم ترضعك أم لا؟ أي: هل يجوز لك أن تتزوج بزوجة أبيك من الرضاعة؟ الجواب: لا يجوز أن تتزوج زوجة أبيك من الرضاعة.

لأنها حرام عليك؛ فيجوز أن تكشف عليها؛ لأن زوجة أبيك من الرضاعة مثل زوجة أبيك من النسب.

السؤال الذي يليه: عمة الزوجة مَحْرَمٌ لك أم لا؟ وهل تكشف عليها؟ الجواب: لا يجوز ذلك، وكذلك خالة زوجتك لا يجوز أن تكشف عليها، وزوجتك لا يجوز أن تكشف على خالك، ولا يجوز أن تكشف على عمك.

وهذا من المصائب التي وقعت في هذا الزمان؛ أن الزوج صار يترك زوجته تكشف على عمه، وعلى خاله، مع أنه ليس بينها وبينه علاقة نسب ولا سبب من رضاع أو مصاهرة ولا شيء، فهو أجنبي عنها، لو مات الزوج يجوز لعمه أن يتزوج الزوجة، ومع الأسف صار الرجل يكشف على عمة زوجته وخالة زوجته، ويقول: هذه مثل عمتي! ليست مثل عمتك، ويقول: خالة زوجتي مثل خالتي! هذا غلط، ليست مثل خالتك، وكذلك زوجتك لا تكشف على عمك ولا على خالك، ولا يقوم مقام خالها، ولا مقام عمها، وإن دجل الدجالون، وكذب الكاذبون والمفترون فإنها محرمة.

سؤال آخر: عقدتَ على امرأة ولم تدخل بها، وهذه المرأة لها بنت، ورغبت في البنت، فطلَّقتَ الأم من أجل أن تتزوج البنت، فهل يجوز لك ذلك أو لا يجوز؟ تزوجت امرأة، ولها بنت من رجل آخر، فلما علمت بالبنت ودينها وجمالها وصغر سنها بالنسبة لأمها، قلتَ: ليس لي حاجة بأمها، أريد البنت، وأنا الآن ما دخلت بالأم، فأطلق الأم هذه، وأتزوج بنتها فهل يجوز ذلك أم لا يجوز؟ الجواب: لو أنه عقد على امرأة لها بنت، ثم قيل له: يا فلان، ماذا تريد بهذه؟ عندها بنت دَيِّنَة وجميلة، وأصغر من أمها بطبيعة الحال، فطلِّق هذه الأم وتزوج البنت، فيجوز له ذك، لكن إذا رضيت أمها! هنا سؤال ستكون جائزته كتاباً بعنوان العقيدة في الله لـ عمر الأشقر.

و

السؤال

متى يقول الشخص: أختي من النسب تزوجت أخي من النسب؟ وليس من الرضاع.

أو متى يقول الشخص: أخي تزوج أختي؟ الجواب: إذا كان عندك أخت من أم وأخ من أب، فهذا يأخذ هذه الجواب صحيحٌ ولذلك يأخذ الكتاب جائزة.

فإذا كان عندك أخ من أب وأخت من أم، الأخ من الأب أخوك من النسب، والأخت التي من الأم أخت من النسب أيضاً؛ لكن هل بينهما علاقة؟ أخوك من أبيك هل له علاقة بأختك من أمك، نسب أو رضاع أو مصاهرة؟ لا يوجد في الأحوال العادية، بدون أن نفترض دخول أي شيء آخر من رضاع أو مصاهرة، أو غير ذلك، ففي هذه الحالة تقول: أخي -أي: من أبي- تزوج أختي -أي: من أمي- ويجوز ذلك.

سؤال آخر: ما هي الحالة التي يكون فيها الشخص خالاً وعماً في نفس الوقت؟ الجواب: نفس الحالة السابقة التي قبل قليل، إذا حصلت هذه الحالة، فعند ذلك يكون الشخص خالاً وعماً في نفس الوقت، إذا تزوج أخوه من أبيه أخته من أمه، فأنجبا ولداً، ولنفترض أن رجلاً اسمه: محمد، وله أخ من أمه اسمه: عبد الله، وله أخت من أبيه اسمها: فاطمة، فتزوج عبد الله فاطمة، فأنجبا ولداً، ولنقل اسمه: سعيد؛ فإن محمداً سيكون خالاً وعماً لسعيد في نفس الوقت.

لماذا يكون خالاً؟ لأنه أخو أمه.

ولماذا يكون عماً؟ لأنه أخو أبيه.

فيكون خالاً وعماً في نفس الوقت.

أظن أننا بهذا نكون قد أتينا على مُعظم الأحكام المتعلقة بالمحارم، ونرجو أن تكون الفائدة قد حصلت في هذا الدرس من هذا الموضوع والحمد لله رب العالمين.