ننتقل أخيراً إلى المنصوح:(المؤمن مرآة أخيه) كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، وصديقك من صدَقك لا من صدّقك، من أعطاك الصدق في نفسه لا من صدّقك؛ الذي كلما أتيت له بكلامٍ قال: صادق، صادق، صادق، فصديقك من صدَقك لا من صدّقك.
الحرص من المنصوح على النصيحة أمرٌ مهم، لأن العين كما قال الشاعر:
العين تبصر منها ما دنا ونأى ولا ترى نفسها إلا بمرآة
فالشخص يرى ما أمامه في الآخرين، سواء كان قريباً أو بعيداً، لكنه لا يرى نفسه إلا بمرآة حقيقية، ولذلك انظر إلى بلاغة الوصف النبوي عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(المؤمن مرآة أخيه) لماذا كان مرآة؟ لأنه يعكس له صورته وعيوبه ومحاسنه بالنصائح.
قال عمر بن عبد العزيز:[من وصل أخاه بنصيحة له في دينه ونظر له في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه].
وقال بعضهم: من نصحك فقد أحبك، ومن داهنك فقد غشك، ومن لا يقبل بنصحك فليس بأخ لك.