أما بعد: المشاهدون الكرام: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
نرحب بكم مرة أخرى في برنامجكم (في رحاب الشريعة) من قناتنا الفضائية: اقرأ، مجلس علم آخر، نجلس وإياكم فيه مع مضيفنا لهذه الأمسية المباركة؛ لتطرحوا الأسئلة والاستفسارات، وعلى فضيلته الإجابات والتوجيهات، نسأل الله التوفيق حياكم الله، فلنبدأ على بركة الله.
ضيفنا لهذه الأمسية المباركة فضيلة الشيخ/ محمد بن صالح المنجد، الداعية الإسلامي المعروف، باسمكم جميعاً نرحب بفضيلة الشيخ محمد، حياكم الله يا شيخ محمد.
الشيخ: الله يحييكم.
المقدم: يا شيخ محمد في الحقيقة وقتنا نعتبره ضيقاً، وأسئلة المشاهدين الكرام كثيرة، سواء عبر الفاكس أو الهاتف وما إلى ذلك، وسنجتهد وإياكم -يا فضيلة الشيخ- على الإجابة على أكبر قدر ممكن إن أذنتم بذلك جزاكم الله خيراً.
ولعلنا نبدأ بأسئلة وردتنا، وهي في الحقيقة مجموعة أسئلة في أحد هذه الفاكسات وكلها مهمة، ولكن سنأخذ بعضها ونستأذن السائل عن البعض الآخر.
السؤال يقول: يا شيخ: هل يغفر الله لفتاة تعودت على الخروج مع الشباب، وهي الآن تريد أن تمتنع عن ذلك، وطلبت من الله عز وجل المغفرة، ولبست الحجاب، هل لها من توبة يا شيخ محمد؟ الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا إنك أنت السميع العليم، اللهم إنا نسألك الإخلاص والسداد في القول والعمل إنك سميع مجيب.
أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذه فرصة طيبة أن نلتقي في هذا البرنامج، وبالنسبة للسؤال الذي طرح قبل قليل فأقول: الحمد لله التواب، الهادي إلى سبيل الصواب، هذه الفتاة المسلمة التي تسأل هذا السؤال، استيقظ ضميرها لتجد نفسها غارقة في معصية وكبيرة من الكبائر وهي تخرج مع من حرم الله الخروج معهم، وقد قال الله سبحانه وتعالى:{غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}[النساء:٢٥] واتخاذ الأخدان هو ما يسمونه في هذا العصر بـ (واي فرند) أو الصديق، والخروج معه حرام ولا شك، بل إن مكالمته سواء كانت بالهاتف أو (التشاتنج) الذي يكون في الإنترنت هو نوع من الاتصال المحرم بين المرأة الأجنبية والرجل الأجنبي، ولذلك فإن على هذه المرأة بعدما عرفت طريق الحق أن تثبت عليه، وأن تصدق في توبتها، وقد قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[التحريم:٨] وإذا حسنت توبتها فندمت على ما فات، وأقلعت عن الذنب، وعزمت على عدم العودة، ومزقت دفتر هذه الأرقام المكتوبة عندها، وتخلصت من كل أثر؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله عز وجل أفرح بتوبة عبده من أحدنا إذا ضلت ناقته وعليها زاده وطعامه، ثم وجدها وقد يئس وشارف على الهلاك، وهذه المرأة والفتاة المسلمة ننصحها باتخاذ رفيقات طيبات، وصديقات يهدينها سبيل الصواب، والإقبال على الله، والانطراح بين يديه، والانكسار وإعلان التوبة والاستغفار، والإكثار من الحسنات:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}[هود:١١٤].
المقدم: جزاكم الله خيراً يا شيخ وشكر الله لكم، ونسأل الله عز وجل أن يقبل توبة أختنا التائبة، ويوفقنا وإياها للالتزام بهدي الكتاب والسنة.