ومن الأشياء التي وردت من الإخوان هنا: هذا يقول في قصته: نشأت في أسرة متوسطة الحال، إلا أن ترتيبي الأخير من الذكور مما جعلني أنشأ بعض الشيء بعيداً عن التدين وتقلبت في التصوف، ودخلت عالم الشهوات والمسكرات، وحاولت تعلم السحر عند بعض السحرة إلا أن الله صرف ذلك عن قلبي وعن نفسي، فلم أتعلمه نظراً لمرض عضال ألم بي، وحاولت الصلاة وأنا أحافظ عليها، ودخلت المسجد تكراراً بعد أن كنت لا أدخل إلا نادراً، ثم هيأ الله لي طالب علم على علم جيد تعرفت عليه في المسجد، فصرت أسير معه، ففتح الله على يديه قلبي لمنهج السلف في الكتاب والسنة والفهم الصالح، فرباني وصبر على شقوتي ومعصيتي، فكم من مرة صرخت في وجهه وشتمته إلا أنه ما زاده ذلك إلا صبراً، وأسأل الله لي وله الثبات والزيادة في الأجر.
وهذا يقول: نقطة بدايتي في الاستقامة ولله الحمد كانت منذ ثلاث سنوات تقريباً تخللتها بعض الانتكاسات، ولكن ولله الحمد هذه المرة التزمت مع أصدقاء من الشباب الطيبين بعد أن حججت معهم.
إذاً: قضية الحج والعمرة والسكن بجوار البيت العتيق مع أصدقاء طيبين هذا بداية تغير كبيرة، ولذلك يحرص عليها وعلى هذا الأسلوب.
وصرت أحضر الدروس ولله الحمد، وكان من أسباب التزامي أيضاً هو أنني مرضت بمرض معين يعاودني بين الحين والآخر، وأضطر في الجلوس في البيت لمدة شهر، أو شهرين، لا أرى أحداً، فكان هذا أبعد لي عن قرناء السوء في ذلك الوقت، وكان خيراً لي ولله الحمد، وأسأل الله أن يثبتني وإياك والحاضرين.