كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدم الإشارة أثناء الكلام، والإشارة ملفتة للنظر طاردة للشرود؛ فالناظر يرى الإشارة ويسمع العبارة، وكلما أشركت المستمعين بحواسهم معك كلما كان حضور فهمهم واستيعابهم أكثر، خذ معي هذه الأمثلة:(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، فأشار بإصبعيه السبابة والوسطى) والإشارة بهاتين الإصبعين ورد في أحاديث كثيرة، وقال:(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه) وقال: (التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات).
وكان أحياناً يغير الجلسة، لما تكلم عن أكبر الكبائر قال:(الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت) ولا بد من مراعاة عدم الإكثار من الحركات والإشارات؛ لأن كثرتها تصرف السامع عن الانتباه، وإنما يأتي بها في مواضعها الملائمة، ويجعلها موافقة، وأن لا يحجب عن الناظرين وجهه بيده أو يديه.