من الأمور المساعدة على تقبل النصيحة: إذا أردت أن تنصح فتكلم أولاً على نقاط الاتفاق حتى يصل المنصوح معك إلى نوع من الاستئناس يجعله مهيئاً لتقبل النصيحة، مثلاً: أريد أن أكلم شخصاً عن منكر يقع فيه، لو أننا عندما نكلمه نذكر له المنكر مباشرة، أو الشيء الذي نخالفه فيه، نخالفه في فكرة، نخالفه في تصور، شخص يحمل فكرة منكرة أو تصوراً خاطئاً، مثلاً شخص متعصب لرجل من الرجال لو جئته مباشرة وقلت له: التعصب مذموم، وأنت متعصب وتأخذ بأقوال فلان من غير دليل وترمي بأقوال الناس الآخرين ما عندك تمييز، فإذاً: عرض نقطة الاختلاف مباشرة من الأمور التي تصد عن قبول النصيحة، لكن لو عرضت نقاط الاتفاق في البداية يحس الشخص الآخر بأنه قريب منك جداً، فعندما تعرض نقطة الاختلاف فيما بعد يكون وقع العرض عليه وقعاً إيجابياً أو على الأقل فيه مجال للتقبل بخلاف ما لو عرضت نقطة الاختلاف في البداية، وهذا نستفيد منه حتى في المناقشات الفقهية التي فيها اختلاف في الأحكام، هذه من الأمور المهمة، عندما أقول للشخص: يا أخي! إن الله يقول: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}[الأنفال:١] لا يمكن أن يختلف معي في هذه المسألة يا أخي! الله يقول: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}[النساء:٦٥]، ويقول:{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}[الأحزاب:٣٦] يا أخي! هل أنت تتفق معي في أنه إذا صح الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يجب المصير إليه وأن هذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم حجة؟