وكذلك من الأمور المسببة للنكوص على الأعقاب: أن يبتعد المسلم عن الوسط الطيب، وأحياناً يكون هذا الابتعاد لسوء معاملة قد لقيها من البعض، وقد يكون لسفر مثلاً في إجازة من الإجازات أو غيرها، فيذهب هذا الشخص إلى مكان لا يوجد فيه أصدقاء طيبين، ولا أناس مستقيمين، فيبقى في ذلك المكان وحيداً فريسة للذئاب البشرية التي تريد أن تجتاله عن طريق الله، فلا يلبث أن يرجع -إن رجع- بعد ذلك إلى موطنه الأول متغيراً منتكساً، وتقع هذه الحالة كثيراً بين الناس الذين يسافرون إلى الخارج لقضاء العطلة، قد يزور أقرباءً له فسقة ويعيش شهوراً في جوٍ من التفسخ والتحلل والاختلاط الذي يؤثر على إيمانه، فيجعل الرجل يترك الطاعات، والمرأة تترك الحجاب وغيره، ويعود هذا إلى مكانه منتكساً بعد أن كان مستقيماً.
وأحياناً يكون انتقاله من منطقة سكنية إلى منطقة أخرى لا يلقى فيها مستقيمين كما كان حاله في سكنه الأول، يكون سبباً مباشراً من الأسباب التي تجعله ينحرف عن الطريق المستقيم.