إن هذه الحالات الواقعية التي نشهدها ونسمعها دائماً، والذي يتصل بجيرانه وأقربائه وأصحابه يعرف العجب العجاب من أنواع تمزق الأسر وفشو المخدرات، وأخذ المرتبات ظلماً، وتطليق النساء.
هذا افترق عن زوجته بسبب الخمر وحكم الشيخ لها بالثلاثة الأولاد، ولكنه جاء وراقب خروجها مع أولادها، فأتى بسيارته وخطف الأولاد منها، وبقيت هي ورضيعها من غير مصروف، وهكذا من الحالات التي ينتشر فيها الظلم، في المجتمع.
في المجتمع الولد الكبير مروج، والصغير مات منتحراً بحقن الهروين، وذلك أفلس من شراء المخدرات، والأب والأم في نزاعٍ دائم، وربما رفعت الأم (الساطور) أو (العصا) أثناء النزاع، والاتهامات متبادلة بين الأب والأم، والنزاع قائم بين الأولاد، والطرد والصراخ متواصل.
أيها المسلمون: بيوتكم بيوتكم! وأسركم أسركم! اتقوا الله فيها، واحذروا غضب الله، فإن الله سبحانه وتعالى لا يهمل الظالم، وإذا أخذه لم يفلته، فيأخذه أخذ عزيزٍ مقتدر، ولست مسئولاً عن بيتك فقط نعم أيها الإخوة: يوجد عددٌ كبيرٌ من البيوت -والحمد لله- مستقيمة تحكم الشريعة، بيوت نظيفة طيبة، لكن الطيب مختلط بالخبيث، والمجتمع واحد والعمارات متجاورة، والبيوت متلاصقة، والشوارع والمدارس واحدة، أولادي وأولادك فيها، إننا نتعامل مع بعضنا يومياً، والموظفون يختلطون ببعضهم، الناس لا يعيشون في فرقة، وإنما يعيشون مع بعضهم، وإنما الفرقة في القلوب، فلذلك يمكن أن يكتوي الإنسان بنار فتنة جاره، فعليكم إذاً يا أيها المصلحون يا أيها الغيورون أن تقوموا لله بالواجب، وإذا ترك الأمر على ما هو عليه؛ والله الذي لا إله إلا هو! لينتهين كما انتهت إليه بيوت الغرب وأسره، ولذلك فإننا ندعو الله من قلوبنا أن يصلح أحوالنا وأن يتوب علينا.
اللهم طهر بيوتنا من المنكرات، اللهم ارزقنا الوقوف عند حدودك، اللهم جنبنا الحرام، اللهم ارزقنا حسن الخلق، وحسن تربية الأولاد، اللهم ارزقنا البر بآبائنا وأمهاتنا، اللهم إن نسألك أن تجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منا وما بطن، اللهم حرم علينا الفواحش وما ظهر من الآثام وما بطن، واجعلنا من عبادك المتقين الأخيار.
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فاذكروه لعله يذكركم سبحانه وتعالى، وتوبوا إليه، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.