فلو أن إنساناً عمل سيئات كثيرة استغرقت حسناته الماضية، ثم تاب إلى الله عز وجل، استقاموا فترة من الزمن ثم انتكسوا، نكصوا على أعقابهم وارتدوا على أدبارهم، هؤلاء الناس كانوا قد عملوا أعمالاً صالحة، الواحد يكون قد دعا إلى الله واهتدى على يديه أناس ثم ضل ونكص على عقبيه، وعمل الآن في حياته الجديدة السيئة سيئات كثيرة ربما أذهبت حسناته الماضية، ثم جاءه دافع التوبة وعاودته نفسه بالرجوع إلى الله، فهو الآن يقول: يا ترى لو أني تبت إلى الله واستقمت هل تعود لي حسناتي السابقة؟ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: هذا الرجل يقال له: تبت على ما أسلفت من خير، فالحسنات التي فعلتها في الإسلام أعظم من السيئات التي يفعلها الكافر في كفره من عتاقة وصلة، وقد قال حكيم بن حزام:(يا رسول الله! أرأيت عتاقة أعتقتها في الجاهلية، وصدقة تصدقت بها، وصلة وصلت بها رحمي، فهل لي بها من أجر؟ فقال: أسلمت على ما أسلفت من خير) إذاً: نقول: يقال لهذا الرجل: إن كنت صادقاً فإن الله يرد لك حسناتك الماضية ولا تضيع عليك، ولو قال شخص: هذا على مستوى المشركين وعمرو بن العاص كان مشركاً وهؤلاء الصحابة كانوا قبل أن يسلموا أشركوا.