[نعرات القومية العربية]
ومن الدعوات الهدامة كذلك التي نفذت إلى بلدان المسلمين: الدعوة القومية، التي يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها: (من قاتل تحت راية عُمية أو عَمية -وبعض الذين يضبطون الأحاديث يقول: عِمية- يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبةً فقتل فقتلته جاهلية) مات ميتة جاهلية.
والدعوة إلى القومية أيضاً في الحقيقة بدأت على أيدي النصارى، ومن أوائل من رفعوا لواء القومية العربية وأسسوا لذلك الجمعيات العلمية والأدبية في دمشق وبيروت والقاهرة وباريس وأسسوا التنظيمات السرية التي فجرت ما يسمى بالثورة العربية الكبرى التي كان الضابط لورانس الكافر من أهم قادتها وضمت نصارى العرب، ومن أوائل من قام بهذا ميشيل عفلق الذي يقول: إن الأمة العربية تعبر عن نفسها بأشكال متنوعة، فمرة تعبر عن نفسها بشريعة حمورابي، ومرة تعبر عن نفسها بأشياء من الشعر الجاهلي يأتي بها، ومرة بدين محمد، ومرة بعصر المأمون وهكذا.
ويقول محمود تيمور؛ وهو من كبار دعاة القومية: لئن كانت لكل عصر نبوته المقدسة، إن القومية العربية هي نبوة هذا العصر.
ويقول الضال الآخر محمد أحمد خلف الله في مقال له: (القومية العربية كما ينبغي أن نفهمها) إن الساسة ينادون بـ القومية العربية، وتحقيق الوحدة العربية أقرب منالاً من تحقيق الوحدة الإسلامية.
يقول: لو رفعنا القومية العربية يسهل توحيد هؤلاء العرب، لكن بالإسلام لا يمكن أن نوحدهم.
ويقول عمر الفاخوري وهو ضال آخر في كتاب له سماه: كيف ينهض العرب يقول: لا ينهض العرب إلا إذا أصبحت العربية أو المبدأ العربي ديانة لهم يغارون عليها كما يغار المسلمون على قرآن النبي الكريم.
انظر يقول: إذا نريد أن نطور وفعلاً نتحد؛ لا بد نغار على القومية مثل ما يغار المسلمون على قرآن النبي الكريم.
يقول: ومثل ما يغار المسيحيون والكاثوليك على إنجيل المسيح الرحيم، ومثل ما يغار البروتستانت على تعاليم لوثر الإصلاحية، وهكذا.
وقد قيض الله وله الحمد والمنة عدداً من كتاب المسلمين من فضح هذا الاتجاه وعراه ونقده، وهناك مرجع وهو كتاب: نقد القومية العربية.
رسالة ماجستير، القومية العربية للشيخ صالح العبود، وهي من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وكذلك الأستاذ محمد قطب يقول عن تاريخ هذه القومية: إن أول من نادى بـ القومية العربية هم نصارى لبنان وسوريا، وانضم إليهم المسلمون الذين تربوا في مدارس التبشير، ثم انضم إليهم المستغفلون من المسلمين.
ونجح ساطع الحصري وهو علم من أشهر أعلام القومية العربية، وهو رجل أعجمي لا يستطيع الكلام بالفصحى ويضمر عداءً شديداً؛ نجح في نشر فكرة القومية بأبعادها.
ونحن نقول: العرب في الجاهلية هل وجد مَن أشد في العروبة منهم؟ لا في شعرهم وقوته وجزالته، ولا في نخوتهم، ولا في شجاعتهم وكرمهم.
الإسلام أقر العرب على الأخلاق الحميدة وأتى بزيادة عليها من الخصال الحميدة، لكن لما كانوا عرباً أقحاحاً ماذا كان وضعهم؟ يقتل بعضهم بعضاً، يسبي بعضهم بعضاً، يغير بعضهم على بعض، يئدون البنات، وكان عندهم للمومسات أعلام توضع فوق بيت الزانية ويدخل إليها وينسب الولد، ومشاكل كثيرة جداً، وكانوا نهبة للفرس والروم، ومطمعاً لكل طامع، يأكلون الخنافس والجعلان.
فماذا حصل؟ فلماذا يريد هؤلاء المأفونون أن يرجعونا إلى العربية أو إلى مرحلة العرب ما قبل الإسلام؟