ولما قام هؤلاء الغربيون يتباهون بما لديهم من الأنظمة كـ الديمقراطية والاشتراكية، قام هؤلاء المنهزمون يقولون: عندنا في الإسلام نفس الشيء، الديمقراطية هي الشورى، سبحان الله! مولود مشوه ولد من رحم الغرب الكافر (الديمقراطية أو الاشتراكية) يساوي ما أنزله الله الحكيم العليم الخبير من فوق سبع سماوات؛ في هذا القرآن الحكيم الكريم المجيد على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هذا يساوي هذا، وتطبيقهم هو هذا، عجباً كيف تستوي هذه الأمور؟ أين الشورى التي فيها أهل الحل والعقد والعلم والعقل من تلك الديمقراطية التي ينتخب فيها الخمار والسكير والحشاش والزاني والمعتوه والبليد والسفيه؟ أصوات متساوية مع العاقل والعالم عندهم؛ فأي عقل لديهم في هذا؟ ثم أي عقل لدى هؤلاء الذين يقولون: إن الإسلام أخوة في الدين واشتراكية في الدنيا، ويقولون: اشتراكية الإسلام.
وقال بعضهم في كتابه يدافع عن الإسلام بزعمه: إن أبا ذر كان اشتراكياً، وإنه استقى نزعته الاشتراكية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الافتراء والله، وهكذا يريدون أن يقولوا: إن المبادئ الغربية موجودة في الإسلام، نعم إن الإسلام قد أقر ما كان في الجاهلية من الخير، كحِلف الفضول لما كان متضمناً من رفع الظلم عن المظلوم، فأقرها النبي عليه الصلاة والسلام، وأخبر بعد البعثة أنه سُر بحضوره، لكن أن نأخذ كل ما فصله القوم وما انتقوه وما اختاروه، ونقول: موجود عندنا لنطمئن الغربيين سبحانك هذا بهتان عظيم! وبالجملة أيها الإخوة! يتصف هؤلاء بصفات واضحة، وقد ذكر الله لنا صفات المنافقين في القرآن لنحذرهم، ونحن لا بد أن نذكر صفات هؤلاء لنحذرهم ومنها: تقديس العقل، وتقديم العقل على النقل، الطعن في السلف الصالح أنهم حرفيون ونصيون ولا يراعون الواقع، التأثر بالضغوط والانهزامية، واللين مع أعداء الله، والشدة على أولياء الله، التعالم، تفسير القرآن بما يخدم أهواءهم، رد ما شاءوا من الأحاديث النبوية، ضرب العقل بالنقل، تتبع زلات العلماء وسقطاتهم، تمجيد الفرق الضالة، هدم الحواجز بين المسلمين ومن خالفهم، التلاعب بالمصطلحات، والكذب والتحايل، والتعجل في إصدار الأحكام والفتوى بغير علم، هذه سماتهم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعز دينه، وأن يعلي كلمة الدين، وأن ينصر من نصر الدين، وأن يخذل من خذل المسلمين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.