حَكَى عن نفسه رحمه الله بعض الأشياء التاريخية: قال: كنت أدخل بيوت رسول الله صلى الله عليه وسم في خلافة عثمان أتناول سقفها بيدي -يعني: سقوف حُجَر النبي عليه الصلاة والسلام كانت منخفضة، ما كان عليه الصلاة والسلام يسكن في قصور وسقوف مرتفعة- وأنا غلام محتلم يومئذٍ.
وحدَّث مرة عن أنس بن مالك بحديث حنين الجذع، لما النبي عليه الصلاة والسلام كان يخطب إلى جنب جذع يسند ظهره إليه، فلما كثر الناس بنوا له المنبر وصار يصعد المنبر ويخطب عليه، ولما خطب على المنبر أول مرة عليه الصلاة والسلام، قال أنس:(فسمعت الخشبة تحن حنين الواله -الخشبة التي كان يخطب عليها النبي عليه الصلاة والسلام لما فقدت الذِّكر، فقدت مكان النبي عليه الصلاة والسلام، عندها حنت حنين الولهان- فما زالت تحن وترتجف -مثل: الذي يبكي فإنه يرتعد- فما زالت تحن حتى نزل إليها صلى الله عليه وسلم فاحتضنها فسكنت) وهذا حديث في البخاري معروف، وهو من معجزات النبي عليه الصلاة والسلام.
يقول الحسن معلقاً، كان إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال:[يا عباد الله! الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه].