من صفات المرأة المسلمة الشجاعة في مواجهة اللحظات الطارئة في مواجهة اللحظات الحرجة، قد يحصل حادث، قد يجرح الولد، قد ينزل منه الدم أنت عندما تحلل المشكلة النفسية لماذا يخاف بعض الأولاد ويصيح لو رأى الدم خرج منه؟ لماذا خاف الطفل من الدم؟ يمكن ألا يخاف، لكن بسبب التربية، لأن الأم إذا جرح الولد وشاهدت الدم فزعت وصاحت وخافت، الولد المسكين يعرف أن الأم كلما نزل الدم فإذاً هي تصيح، إذاً هذه مصيبة، فصار الطفل أيضاً يجزع، فانتقلت المسألة والخوف والفزع من الأم إلى الطفل.
إذاً: التربية مهمة لا بد أن تكون الحركة متماسكة، فإذا جرح يده أو مرض لا تلطم وتندب وتصيح وتفزع فيخاف الولد ويتربى على الجبن، لماذا أطفالنا الآن في حالة سيئة؟ من هذه الأشياء.
ومن الأمثلة على الشجاعة التي وردت في السيرة: ما ورد في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ساجداً عند الكعبة فبعض الكفار تواصوا، وقالوا: من يأتي بسلى جزور بني فلان ويطرحه على ظهر النبي عليه الصلاة والسلام، فأتى رجل بسلى الجزور وكرشة البعير المملوءة بهذه البقايا والمخلفات على كراهة رائحتها ووضعها على ظهره وهو ساجد صلى الله عليه وسلم، ثم أقبلوا يتضاحكون -لعنهم الله- حتى مال بعضهم على بعض من الضحك كما في صحيح البخاري، فبقي صلى الله عليه وسلم لا يرفع من السجود، فانطلق منطلق إلى فاطمة وهي جويرية، يعني بنت صغيرة فأقبلت تسعى قال: أبوك وضعوا عليه كذا، فجاءت تركض، فطرحت عن ظهره الأذى، وأقبلت عليهم تسبهم ودعت على من صنع ذلك، وهي بنت صغيرة، ما خافت من صناديد قريش، ولا من كفار قريش.
إذاًَ: الشجاعة في مواقف كثيرة قد تواجهها المرأة، لا بد أن تكون هذه صفة ملازمة.