للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أظهر علامات النفاق]

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: فيا عباد الله! لقد أُفرد ذكر المنافقين في القرآن الكريم في آيات كثيرة تنبيهاً من الله تعالى على خطرهم، وعلى سوء مبدئهم وعملهم، كما جاء ذلك في مطلع سورة البقرة في آيات فاقت في عددها ذكر المتقين والكافرين، وذلك لخفاء أمر المنافقين، وأيضاً في سور النساء، والتوبة، والنور، والأحزاب، وسورة محمد صلى الله عليه وسلم، كما أُفردت سورة لهم سميت بسورة المنافقين؛ لأجل بيان حال هؤلاء.

وخطر النفاق عظيم، ويكفي أن المنافق في الدرك الأسفل من النار تحت الكافر الصريح.

عباد الله! لقد امتاز المنافقون بعلامات وسمات كانت لهم، ومن ذلك سمتان فظيعتان: الأولى: الإعراض عن الحكم الشرعي، وعدم تحكيمه وقبوله والصد عنه.

الثانية: العصيان والامتناع عن التنفيذ، والتلكؤ والتباطؤ في العمل بحكم الله ورسوله، وعدم التسليم له والقناعة به، ومن جهة أخرى مبدأ: (سمعنا وعصينا).

فهاتان الصفتان الفظيعتان للمنافقين كانتا من أعظم أسباب الخطر.