كذلك في الحديث حنان الأم وعطفها البالغ، عندما رأت الولد ينشغ للموت لم تستطع أن تتحمل هذا المنظر، وذهبت تبحث عن حل، ورجعت تطمئن، وما تحملته وذهبت تبحث عن ماء ولكنها ذهبت بمفردها وكانت تعود لتطمئن عليه وهكذا.
وبعض النساء اليوم تترك الولد عند الخدامة ولا تدري عنه شيئاً، أهو صاحٍ؟ أهو نائم؟ أهو جائع؟ أهو شبعان؟ أبه مرض؟ أصحيح هو أو غير صحيح؟ أحي أم ميت؟ لا تدري عنه شيئاً، فأين هذا من هذا؟! ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:(خير نساء ركبن الإبل صالحوا نساء قريش، أحناه على ولدٍ في صغره) من ميزات صالحات نساء قريش: أنهن أحناه على ولدٍ في صغره.
والآن مع وجود الخادمات ووجود السخط في الأسواق والمناسبات والزيارات، بعض النساء -فعلاً- فرطن في الأولاد، فلذلك لا تعرف عن خبر ولدها إلا كما يعلم البعيد عن البيت، وعهدن بالأولاد إلى الخادمات، ولذلك صار من القصور في التربية، وحتى الشفقة والحنان التي هي مدعاة وسبب للاستقرار النفسي عند الولد قليل جداً.
تقول الدراسات الطبية الآن وتثبت: أن لبن المرأة وضم المرأة لولدها إلى صدرها ومناجاتها له وهو صغير رضيع من الأسباب التي تشبع غريزة العطف والحنان، إظهار العطف والحنان من أسباب الثبات والاستقرار النفسي للولد، وترك الولد وتضييعه مما يسبب نشأته من الصغر على حال من فقدان الحنان وفقدان الاستقرار النفسي، فتنشأ الاضطرابات النفسية عند الأطفال منذ سن مبكرة، والسبب هو ترك الولد عند الخادمة والذهاب للأسواق والمناسبات تعطي الولد حليب صناعي؛ لأنها تريد أن تحافظ على شكلها ومنظرها.
والله سبحانه وتعالى يقول:{فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}[البقرة:٢٣٣] أي: لا يجوز للمرأة أن تفطم الولد دون مشاورة الأب مشاورة أهل الخبرة: {عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا}[البقرة:٢٣٣] من الأبوين، {وَتَشَاوُرٍ}[البقرة:٢٣٣] مشاورة أهل الخبرة، ليس على مزاج الأم أن تفطم الولد في أي وقت تريد! لا، {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً}[البقرة:٢٣٣] فطام الولد: {عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا}[البقرة:٢٣٣] اثنين: {وَتَشَاوُرٍ}[البقرة:٢٣٣] بعد ذلك تفطم الولد، وحليب الأم مهم للولد.
ولذلك هاجر رحمها الله عندما جلست عند ولدها كانت تأكل وتشرب وترضع ولدها، قال في الحديث:(فجعلت تشرب من الشَّنَّة ويدر لبنها على صبيها).