كذلك إحساس المرء أنه كامل، وأنه ليس بحاجة إلى غيره، ولا يحتاج إلى توجيه، ولا يقبل النصيحة من أحد، هذه النفسية لا تلبث أن تؤدي إلى سقوط صاحبها.
ومن الأمراض القلبية: الحسد، وتكرر صورة قابيل وهابيل، عدم الصبر على تفوق الآخرين في شتى المجالات، ويأكل الغيظ كبد الحاسد فلا يستطيع الاستمرار في الوسط الذي هو فيه؛ فيخرج من الوسط الإسلامي، ويخرج إلى أناس من البلهاء يعيش بينهم ليرى نفسه أنه المتميز فيهم، يعني: يرى من حوله طاقات مشتعلة لا يستطيع أن يجاريها ولا يستطيع أن يتفوق عليها وهو حاسد؛ فيترك هذا الوسط ويذهب إلى وسط آخر فيه ضعفاء أو بلهاء يعيش بينهم حتى يشعر بمجد العظمة.
هذه من الطباع السيئة التي تبقى في النفس بعد دخول هذا الشخص في عداد المستقيمين.
ومنها -أيضاً-: اللؤم والحقد وعدم التسامح من الأخطاء، هذه الخصال إذا بقيت في نفس صاحبها بغير تهذيب فإنها ستتفاعل وتظهر على السطح مكونة مشاكل عظيمة بعد مدة قصيرة، وتبدو المواقف التي تنم عن سوء النية وخبث الطوية، فلا يلبث أن يحدث بعدها الانقلاب ويرتد على عقبيه.