[تأمل ابن هبيرة في سورة الضحى]
قال ابن هبيرة في سورة الضحى: لقد توالى فيها قسَمان، وجوابان مثبَتان، وجوابان نافيان، وقرر ذلك بنِعَمٍ ثلاث، وأتبعهن بوصايا ثلاث.
فقال: القسمان: الأول: {وَالضُّحَى} [الضحى:١].
والثاني: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى:٢].
والجوابان النافيان: الأول: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى:٣].
الثاني: {وَمَا قَلَى} [الضحى:٣].
والجوابان المثبَتان: الأول: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى:٤].
والثاني: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى:٥].
والنعم الثلاث المتبوعة بوصايا ثلاث؟ الأولى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى} [الضحى:٦].
وجوابها الوصية: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} [الضحى:٩].
والنعمة الثانية: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى} [الضحى:٧].
قابَلَها بوصية: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ} [الضحى:١٠] لأن السائل ضال يبتغي الهدى، إذا كان سائلاً عن علم.
والنعمة الثالثة: {وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى} [الضحى:٨].
قابلها بقوله: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:١١].
لاحظ! هذه لا تأتي لأي أحد، التأملات لا تأتي تكون إلا لمن تدبر وكان عنده فَهم، وعلم.
وقلنا: إن الوزير رحمه الله قد صنف كتابه الإفصاح عن معاني الصحاح في شرح أحاديث الصحيحين في عشرة مجلدات، ولما وصل إلى حديث: (من يرد الله به خيراً، يفقهه في الدين) ذكر فيه أقوال العلماء، واختلافهم، والمسائل التي اختلفوا فيها وأقوالهم، وأقوال كل مذهب في كل مسألة، شَمِل كل أبواب الفقه في هذا الحديث، ثم رجع إلى إكمال الأحاديث، وأفردوا هذا في كتاب لمفرده.