وكذلك من الفوائد: القيام في وجه الظلمة والإنكار عليهم للمستطيع القادر، وليس أن يذهب واحد جبان فيتشجع في بداية الأمر، وإذا وصل إلى الجبار والطاغية تزلزل واعترف بالباطل وساخت رجلاه في الأرض وسبح بحمد هذا الطاغية، لا يخرج للمجابهة إلا المستعد، وهذا درس آخر، ينبغي على الذين يخرجون لمواجهة أهل الباطل أن يكونوا مستعدين، ولذلك حصل أن بعض المتحمسين لما ذهب لمناقشة بعض الحداثيين أخفق بسبب عدم وجود خلفية في الأدب وأنواع الأدب، ولذلك جاء له هذا الحداثي وأفحمه وأسكته، ولا يجوز أن يناقش أهل البدعة إلا المتمكن.
ولذلك بعض الناس يقول: أنا مستعد أناقش أكبر رافضي، وأكبر خارجي، وأكبر معتزلي، وأكبر جهمي، وأكبر نصراني، ثم يأتيه القس النصراني، وهو عنده علم وسعة اطلاع، فيقول له مثلاً: إن مريم كذا والمسيح وعيسى، ويثبت له أنه ابن الله، وصاحبنا مكتوف اليدين لا يستطيع أن يخرج جواباً، ولذلك لا يجوز أن يخرج لمناقشة أهل البدع وأهل الباطل أو أهل الجبروت والطغيان إلا المتمكنون، أما الضعفاء فيعتزلونهم؛ لأنه على الأقل إذا ما استطاع أن يقنعه؛ فإنه سيقتنع من شبهات ذاك الرجل.