بعض الناس يحول بينهم وبين التوبة عدم معرفتهم بالأحكام فمثلاً: رجلٌ كان تاركاً للصلاة ثم اهتدى، ماذا يفعل بصلواته الماضية؟ هذه المسألة فيها نزاعٌ بين أهل العلم، والأرجح والله أعلم أنه لا يلزمه القضاء ولكنه يكثر من التوبة والاستغفار وصلوات النوافل لعلها تعوضه عما فاته، لأن الوقت لا يمكن إرجاعه مرة أخرى وهذا ليس معذوراً كالنائم والناسي، الخلاف طويل، هذا الملخص فقط.
أو كذلك رجل ترك الطمأنينة في الصلاة، رجل صلاته كنقر الغراب، ثم تاب إلى الله وعرف أن الطمأنينة ركن كيف يفعل؟ استدلالاً بحديث المسيء صلاته لا يجب عليه أن يعيد وإنما يستأنف الآن الصلاة بطمأنينة.
ورجل ترك الصيام، هذا الرجل إن كان تركه للصيام حاصلاً وهو يصلي ولم يرتكب مكفراً، يعني: ترك الصيام ولم يزل مسلماً، فهذا عليه أن يقضيه الآن، يقضي الصيام الماضي الذي تركه، أما إذا كان أصلاً كافراً مستهزئاً بالدين مرتداً عن الإسلام تاركاً للصلاة بالكلية، فهذا لا يؤمر بإعادة الصيام لأنه كان عند تركه للصيام كافراً، والرسول صلى الله عليه وسلم ما طلب من الصحابة الذين أسلموا أن يعيدوا الصيام الذي فاتهم مثلاً، وكذلك الزكاة، ولكن نضرب مثالاً بمسألة تحصل ويسأل عنها بعض النساء، تقول المرأة مثلاً: أنا عندما بلغت لم أخبر أحداً ببلوغي لأني خجلت ممن حولي، وتظاهرت بالإفطار وأفطرت حتى لا يحسوا بأنها قد بلغت لأنه أمرٌ مخزٍ عندها، وما أعلمتهم وتركت الصيام، وبعد مرور سنوات طويلة تقول: ماذا أفعل بصيامي الذي تركته، ف
الجواب
إن توبتها إلى الله عز وجل تقضي بأن تصوم هذه المرأة ما فاتها من الأيام في بداية بلوغها أو بعده مثلاً: تركت الصيام سنتين فتصوم شهرين، فهذه تصوم أيام الحيض التي تقضيها أصلاً [كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة] تصوم أيام الحيض وغيرها، يعني: تصوم الشهر كاملاً الذي تركته، وإن كانت صامت بعضاً وأفطرت بعضاً، فإنها تصوم ما فاتها منها.
ولكن إذا أخرت ذلك الصيام حتى جاء رمضان الذي بعده ولما تقضه بعد، فعليها بالإضافة إلى قضاء الصيام إطعام مسكين عن كل يوم، يقول الشيخ عبد العزيز: وهذه فتوى ستة من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أخر صيام رمضان حتى دخل رمضان الذي بعده، فإن عليه بالإضافة إلى قضاء الصيام إطعام مسكين عن كل يوم أخره من رمضان هذا إلى الذي بعده، وقد يقول قائل: أنا مر علي عشرون رمضاناً، ولم أصم منها إلا ثلاثة، فهل تتضاعف الكفارة؟ فنقول: لا.
كما أجاب عن ذلك أهل العلم، لا تتضاعف الكفارة، تقضي ما فاتك في الماضي وتطعم عن كل يومٍ مسكيناً.