[أمانة تربية الأولاد]
من أنواع الأمانة -يا أيتها المرأة المؤمنة- أمانة الأولاد.
ليس عبثاً أن يقول عليه الصلاة والسلام لرجل لما سأله: (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك) ليس عبثاً أن تجعل الشريعة للأم ثلاثة أمثال ما للأب، إن هذا لم يأت من فراغ، ومعنى ذلك أن الأم قائمة بأمانة عظيمة تستحق أن تبر ثلاثة أمثال الأب، ليس عبثاً أن تجعل الجنة تحت قدم الأم، وهذا ليس مجاناً، معناه: أنها قامت بفضل عظيم، يخرج من حناياها الولد، وتحت جناحها يشب، إنها قوام البيت ومحوره، منه بدأ وإليه يعود.
المرأة المسلمة التي تنجب الأطفال تقرباً إلى الله لزيادة عدد المسلمين ولتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم للأمم يوم القيامة، المرأة تموت في النفاس فهي شهيدة، المرأة هي حاملة تربية الأولاد، فلا تتخلى عن وظيفة التربية للخادمة، وتتفرغ هي للفساتين وصاحباتها وزياراتها وخروجاتها، كيف هذه المرأة تكون تحت قدمها الجنة؟ هذه المرأة دعاؤها لولدها أو على ولدها مستجاب.
إذاً أنت تربين النشء، فعليك متابعة الأولاد في الصلاة، وتذكيرهم بأوقاتها، وأمرهم بها في السابعة.
وكذلك تعليمهم الصوم والترغيب في الوضوء ومتابعتهم عليه، وحثهم على التلاوة وسماع وحفظ القرآن الكريم وملازمة حلق حفظ القرآن، ومعالجة مشكلات الشباب والميوعة والدلع الزائد عند الأطفال، ومحاربة قرناء السوء وأثر الشارع والمدرسة السلبي أحياناً، إزالة عقد الخوف الجبن الخجل الشعور بالنقص الأخلاق السيئة الحسد العناد الغضب، مسئولية من باب القيام بأمانة الولد.
تعليم الأطفال الأخلاق الحسنة الرحمة الإيثار العفو، تعليمه آداب الطعام والشراب المجلس الحديث زيارة المريض السلام العطاس الأذكار هذه من القيام بأمانة الأطفال، عمل المسابقات للأطفال، قصص إسلامية تقرأ أسئلة عنها، أشرطة مسجلة طيبة.
بناتك أمانة في عنقك، أمرهن بالحجاب الترديد مع المؤذن الصلاة قبل النوم الفجر في وقته الرحمة الحقيقية في حمل الأطفال على الصلاة، نساء الصحابة يصومن أولادهن ويعطونهم اللعب من العهن والصوف لتسكيت ألم الجوع إذا كان الصوم لا يضره التشجيع على الصدقة، مع تحفيظهم أذكار الصباح والمساء وأذكار دخول الخلاء والعطاس والسلام والنوم والاستيقاظ وأذكار الصلاة، إذا صاح الديك ونهق الحمار ونبح الكلب بالليل والأحلام المفزعة.
تعليمه الاستئذان على الأبوين خصوصاً في دخول غرفة النوم، التفريق بينهم في المضاجع ومراقبة الذكور والإناث، وتحدث الطامات في البيوت بسبب غياب الوعي وموت الضمير محاربة الأخلاق السيئة كالكذب اصطحاب الأطفال في الحج والعمرة إذا تيسر تهيئة الألعاب المباحة وعرائس القطن والصوف والدمى المصنوعة من القماش للبنات، وتربيتهن على أعمال المنزل ورعاية الصغار وتحمل المسئولية، حتى ضرب الطفل ينبع من الأمانة الملقاة على عاتقك، أيتها الأم! فضربه فيه قيام بالأمانة الشرعية، وله حدود، فلا يجوز أن يتعدى عشر ضربات، ولا يجوز أن يكون بآلة قاسية، ويجب أن يباعد بين زمن الضربات ويفرقها ولا يجمعها في مكان واحد، ويجب أن يتجنب ضرب الرأس والوجه والعورة، ولا يجوز أن يضرب حال الغضب، ورفع اليد عن الضرب إذا توسل الطفل بالله تعالى، إعظاماً لله وإجلالاً له، ويجب أن يسبق الضرب ويتبعه شرح لسببه؛ لماذا حصل؟ قالوا لنا: المرأة اليابانية أفضل الأمهات في متابعة الأولاد، فهي تصطحب ولدها إلى الجامعة إذا أراد الاختبار في جامعة طوكيو، قالوا لنا: إحدى دور الحضانة التي تعذر فيها إجراء قبول للأطفال؛ لأن أعمارهم في حدود العامين، اختبرت أمهات الأطفال بالنيابة عن أطفالهن.
قلنا نحن: دعوة الأم المسلمة لابنها عند خروجه من البيت تساوي هذا كله: وفقك الله يا ولدي! وقاك الشر يا ولدي! كان الله معك يا ولدي! لو صارت الأم مربية حقيقة تربي النشء والله تفوق كل الأمهات في العالم، عندها أمومة الأم قبل العطش والجوع، الرضيع يتعرف على أمه من رائحتها ثم من صوتها، لغة الأم أول لغة يقلدها الطفل.
أثر غياب الأم أكثر سلبية على الأطفال بكثير من أثر غياب الأب؛ وهذا من أسباب قول الله: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:٣٣] لأجل ذلك جعلت الحضانة للأم وكلف الرجل بالإنفاق عليها؛ لتقعد في بيتها وتتفرغ لصناعة الأجيال.
ما هو الفرق بين الأم والخادمة؟ فهناك أمهات يقصرن في أمانة الأطفال فيلقينها على الخادمات.
الفرق أن الأم تعتني بولدها بدافع الحب، والخادمة تعتني بدافع الواجب، في الوقت الذي تشعر الخادمة بالتعب والملل في خدمة الرضيع، تشعر الأم بالحب والحنان واللذة والسعادة في خدمة الرضيع، مساكين الأطفال الذين يعيشون أزمة حنان؛ لأن الأمهات انشغلن، وألقين بالأولاد على الخادمات، أزمة حنان تؤثر على مستقبلهم وتمزق نفسياتهم.