[قصيدة تحكي اغتيال أسرة مسلمة]
ومن أسرةٍ لم السبات جفونها بعيد شتاتٍ في الميادين مقحم
وقد غاب عنهم والدٌ لم تزل له هنالك في الميدان جولات ملحم
وأقبل صربيٌ لئيم كأنه تدفق أرجاس ووحلٍ ومأثم
ومن حوله لو كنت تشهد عصبةٌ تجمع من باغ طغى ومزلم
كأنك لو أبصرت هون غرورهم ترى قزماً في ثوب أيَهَم أجسم
ففزع من في البيت من هول حقده وهبوا وقد أفضى الجبان إليهم
ترى طفلة لم تبلغ السبع روعت تمر بعينيها تدور عليهم
عليها رداء أحمر لم يزل له بقايا حديثٍ للطفولة منعم
ومن خلفها أمٌ حنت لتضمها وشيخٌ تشكى يا لضعفي ومهرمي
وطفل رضيع كاد يزحف نحوهم ويصرخ يا دنيا اشهدي وتكلمي
ولما رأت ذات الردا رجاءها وأشواقها لم توقظ الخير فيهم
تراجعت الآمال وارتد خطوها تشبث بالأم الحنون وتحتمي
فصوبت الدنيا الرصاص إليهم تدفق في رأسٍ وصدرٍ ومعصم
وأبلى النظام العالمي بخنجرٍ ليطعن في ظهرٍ وجيدٍ وأعظم
يدور عدو الله بالنار بينهم ليفرغ من حقدٍ شديد عليهم
تساقطت الأم الحنون وأفلتت يداها وأهوت في بحارٍ من الدم
وطفلتها أهوت تصب دماءها عليها وطفلٌ قد تناثر فيهم
وشيخ تهاوى يا لأشلاء أمة تهاوت به يا للحطام المكوم!!
ومجد تهاوى بين أطلاله ترى بقية تاريخٍ ودمعة يُتَّم
أيها البوسنا لستم يتماً إنما نحن جميعاً يتم
لقد نصر الصرب بنو دينٍ لهم ولكم إخوانُ عن نصرٍ عموا
فاطلبوا العون من الله الذي إن طلبتم عونه لن تعدموا
واجعلوا دربكم درب فدا بجهادٍ واصنعوه أنتم
أي عهدٍ لهم مؤتمن عوهد الذئب فأين الغنم
ألم يقل الله تعالى: {لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلا ذِمَّةً} [التوبة:١٠]؟ ليس لهم عهدٌ ولا ميثاق، ينقصون وينقضون، هذه هي الحال أيها الإخوة.
لقد نصر الصرب بنو دينٍ لهم، وللمسلمين إخوان عن نصرهم قد عموا.