وبعد ذلك قال: فأتينا على نهرٍ أحمر مثل الدم -وفي رواية على نهر من دم- ثم فيه سابح يسبح، ثم يأتي ذلك السابح إلى الشاطئ، فيفغر ويفتح فاه، وعلى الشاطئ يوجد رجل معه صخور، فيفتح هذا فاه فيرمي الواقف على الشاطئ الصخرة في فمه، ويفتح فاه مرغماً فيلقمه إياها، هذا المنظر الكريه والمؤلم يسبح بالصخور في نهر الدم، سباحة بصخور عظيمة في البطن في نهر الدم، وتزداد الصخور وكلما زاد الربا والفوائد المركبة زاد العذاب بنسب مركبة، وهذه الصخور تزداد في بطن هذا السابح في نهر الدم وهكذا لازال يثقل، ولازال يسبح في الدم متألماً بهذه الصخور العظيمة المتراكمة جزاءً له، كما كان في الدنيا يأكل الربا، والربا يتضاعف أضعافاً مضاعفة، وهو لا يزال يأكله، وبحسب الربا الذي أكل بحسب العذاب يكون عليه، مثلاً بمثل سواءً بسواء:{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}[الكهف:٤٩].