[استيقاظ الأمة عقب الأحداث]
عباد الله: إن الشعار العظيم الذي يرفعه المسلمون، ويتأجج من حناجرهم:
خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود
هو الذي يرهب اليهود حقاً.
إن اليهود لا يريدون -إطلاقاً- أن يتحول الحدث إلى عاصفة توقظ الأمة من رقادها، إنهم لا يريدون إطلاقاً أن تتعالى صيحات الجهاد، إنهم لا يريدون أبداً أن يكون المسلمون يداًَ واحدة، فقد فاجأهم الحدث حقاً في نتائجه، وما يترتب عليه.
إنني أجزم -أيها الإخوة- أنهم لم يكونوا يحسبون حساباً لتلك اللقطة التي حصلت لذلك الطفل الذي قتل بجانب أبيه، ولا لتلك الطفلة ذات الثمانية عشر شهراً التي تعمد مستوطن مجرم يهودي أن يطلق عليها الرصاص وهي في مقعد سيارة أبيها!! فماذا تفعل بنت رضيعة عمرها ثمانية عشر شهراً؟! وهل تملك أن تجري وأن تهرب أو أن تدافع عن نفسها؟! لكن هذه طبيعة اليهود، أرانا الله إياها، هذه طبيعتهم وهذا غدرهم، ثم يقولون: إن المستوطنين في كفر قاسم غير قادرين على التجول، والخروج إلى وظائفهم! مساكين!! وأما هؤلاء الذين يصلون نار الرصاص فلا عليهم شيء ولا بأس بزعمهم.
محمد أي ذنب جئت تحمله حتى قتلت على عين الملايين
يا درة المجد قد فجرت في شرف شرارة الثأر في وجه الشياطين
محمد أي جرح صغت في كبدي وما الذي بعد هذا الخطب يبكيني
كأنما طلقات الحقد في جسدي والهم يفتك بي فتك السكاكين
يا للأبوة والأشجان تخنقها والموت يبرق من أنياب تنيني
ماذا أثرت على الوجدان من شجن والقدس قبلك مغلول الذراعين
وخلف صوتك أصوات معذبةٌ من ليل صبرا وذكرى دير ياسين
وفي جفونك أحزانٌ مسطرةٌ للأرض والعرض والإحراق والهون
دموع عينيك تحكي ألف مجزرةٍ من صنع جولدا ومن أيام شارون
وفي المحيا سؤالٌ حائرٌ قلقٌ أين الفداء وأين الحب في الدين؟
أين الرجولةُ والأحداث داميةٌ؟ أين الفتوح على أيدي الميامين؟
ألا نفوسٌ إلى العلياء نافرةٌ؟ تواقةٌ لجنان الحور والعين؟
كرامة الأمة العصماء قد ذبحت وغيبت تحت أطباق من الطين
لكنها سوف تحيا من جماجمنا وسوف نسقي ثراها بالشرايين
نفديك بالروح يا أقصى وحيَّهلا بميتةٍ في سبيل الله تحييني
تهون للقدس أرواح وأفئدةٌ وكل حبة رمل من فلسطين
لكل خطبٍ عزاءٌ يستطب به لكن إذا ضاع قدسي من يعزيني
أيها الإخوة: لقد كانت حادثة قتل الطفل شرارةً فعلاً، وكذلك الأطفال الذين قتلوا، والأرواح التي أزهقت، والدماء التي سالت، والبيوت التي خربت، هكذا توقظ أقدار الله التي يجريها في الواقع القلوب الميتة، وتحيي النفوس التي طال صدؤها في مستنقع الرذائل، وتقول للمسلمين: انهضوا من الشهوات يا أيها الناس، تجرون وراء الشهوات والأقصى يحدث ما يحدث فيه من قتل المصلين!! وتنتهون بالمحرمات خمر وزنا، وفضائيات عاهرة، وأفلام، ومسرحيات، ومسلسلات، وملاهي، وهكذا يفعل بالمسلمين! فأين الخير فيكم إذاً؟!! هكذا تهتف الأحداث بنفوس المسلمين.
نسأل الله عز وجل أن يجعل من هذا الشهر العظيم شهر نصر للإسلام والمسلمين، اللهم أرنا في اليهود بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أنزل عليهم عذاباً من فوقهم، وزلزل الأرض من تحتهم، وائتهم من حيث لا يحتسبون اللهم يتم أطفالهم، ورمل نساءهم، وخرب بيوتهم، ودمر اقتصادهم، وعطل أسلحتهم إنك أنت القوي العزيز.
اللهم اجعلها عليهم ناراً ودماراً وشدةً وحصاراً.
اللهم أيقظ في نفوس المسلمين الحمية لقتالهم، واجمع كلمة المسلمين على جهادهم اللهم أفشل خطط المنافقين، ودمر النصارى والمشركين الذين يؤازرون اليهود الملاعين، اللهم شردهم وشرد بهم من خلفهم إنك يا جبار على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، اللهم آمنا في أوطاننا وسائر المسلمين يا رب العالمين، واجعلنا مدداً للجهاد يا حي يا قيوم، إنك على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.