كيف يبحث الشخص عن الزوجة حيث وأنه قد عرف المواصفات، من أين له أن يعثر عليها؟ إن المسألة بطبيعة الحال شاقة، نعم بعض الناس لا يتعبون؛ لأنه قد يكون عنده إحدى قريباته بنت عم أو بنت خال معدة أو من زمن يتكلمون أنها لفلان، فببساطة إذا كانت بنت خاله أو بنت خالته مثلاً صاحبة دين فتاة متدينة أمه كلمت أخته أو أخاها وصارت المسألة سهلة وخُطبت الفتاة ووافقوا والمسألة عائلية وانتهت القضية، لكن ليس كل الناس يتوفر لهم هذا ويجدون في أقربائهم من تكون فيها المواصفات الطيبة أو يريدون الابتعاد، يقولون مثلاً: أخشى إن تزوجت بإحدى قريباتي أنه نتيجة الخلافات التي قد تحدث مستقبلاً يصل الأمر إلى قطع الرحم، فلو اختلفت معها ذهبت إلى أمها التي هي خالتي وشكت لها ما يحدث، فخالتي غضبت وكلمت أمي فأمي انتصرت لابنها فقامت المشكلات بين أمي وخالتي، وبيني وبين خالتي، أو بيني وبين خالي، أو بيني وبين عمي، فأنا أريد أن أختصر المسألة من البداية وأبتعد وأتزوج من نساء بعيدين، وليس هذا عيباً ولا خطأ في النظرة، لكن لا عيب أن يتزوج الإنسان من إحدى قريباته، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وما هي قرابتها منه؟ بنت عمته، فإذاً دعك من الكلام الذي يقوله بعض الناس ابتعد عن الأقارب والأقارب عقارب، وأنها الأمراض الوراثية ونحو ذلك، فالزواج من الأقارب معروف من عهد الصحابة والسلف؛ لكن لو أراد الإنسان أن يبتعد، رأى مثلاً هناك مرضاً وراثياً في العائلة فخشي إن تزوج أن يكون ذلك في أولاده، فلا حرج عليه مطلقاً أن يبعد ويتزوج من الأباعد وفيها فوائد، مثل: تقريب الأسر البعيدة، فهذه الأسرة ليس بينه وبينها قرابة من قبل، فتتقارب الأسر البعيدة بالزواج من الأباعد ويكون أبعد عن قطيعة الرحم لو صارت مشاكل أو مشكلات بينه وبين زوجته.
إذا غير البحث في الأقارب كيف يبحث الشخص؟ البحث في الغالب يكون عن طريق النساء؛ لأنه من الذي يعرف أن هذا البيت عندهم بنات؟ المسألة سيكون فيها وسائط من النساء، ولذلك فهو سيتجه للبحث عن طريق محارمه مثلاً من النساء وفلانة تكلم فلانة وما أحسن النساء في هذا المجال؛ فانتشار الأخبار عندهن سريع، وكذلك فبعض الأمهات يصطحبن بناتهن إلى الأعراس من أجل أن ترى فتخطب مثلاً، فلذلك البحث عن طريق النساء من الوسائل المهمة جداً، لكن الآن -ولله الحمد- بعد انتشار التدين قد عرفت غير الملتزمة تعريف الملتزمة، ففي المدارس والكليات وعلى مستوى الأسر والعوائل معروفة الآن من هي المرأة المتدينة؛ إذا قلت لهم: من هي المرأة المتدينة؟ قالوا: التي لا ترى التلفزيون، ولا تسمع الأغاني، وتلبس قفازات، باختصار: مسألة صفات المتدينة في الغالب معروفة، نعم هي لا تعرف قضية العلم ولا تستطيع أن تختبر العلم الشرعي لكن كما قلنا: يكفي المتدينة التي تقوم بالواجبات، وتمتنع عن المحرمات.
وبالمناسبة فإن طريق النساء حتى الخطابات قال بعض العلماء: يدفع لها أجرة الدلالة لو طلبت، لو كان في المجتمع من يخطب أو تدل دلالة تدل العوائل أو تدل فلاناً على زوجة ثم طلبت الأجرة تعطى ولا حرج شرعي في هذا.
وكذلك يمكن البحث عن طريق الأخت لو كانت في مدرسة ثانوية أو كانت في كلية ونحو ذلك، وكذلك عن طريق الإخوة في الله.