وقوله تعالى:{فَهَزَمُوهُمْ}[البقرة:٢٥١] يعني: هزم هؤلاء الأقلون أولئك الكثيرين: {بِإِذْنِ اللَّهِ}[البقرة:٢٥١] يعني: ليس بقوتهم ولا بعددهم، وإنما بإذن الله فهو الذي شجع القليلين وخذل الكثيرين:{وَقَتَلَ دَاوُدُ}[البقرة:٢٥١] وهو واحد وفرد من جنود طالوت: {جَالُوتَ}[البقرة:٢٥١] وهو عظيم الكفار ومقدمهم وقائدهم: {وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ}[البقرة:٢٥١] وقلنا المُلك: صار مَلك بني إسرائيل، والحكمة: هي النبوة، وعلمه مما يشاء: صناعة الدروع من الحديد ونحو ذلك.
ولا شك أن في ذلك دليلاً على شجاعة داود عليه السلام، وأنه قتل جالوت قتلاً أذل به جيشه وكسره وهزمه، فإنه إذا قتل ملك الجيش وقائدهم فإن ذلك أدعى لفرارهم وانحسار أمرهم، وهذه غنائم كثيرة ساقها الله تعالى بعد أن قتل جالوت ورزقها المسلمين.