وألف الشيخ رحمه الله في فترة إقامته في هذه البلاد، كتباً عظيمة جداً منها: أضواء البيان، منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز، وحاول أن يرد عليه واحد اسمه عبد العظيم المطعني، ولكنه لا شك أن بين علمه وبين علم الشيخ بوناً شاسعاً، وكذلك فإن الشيخ رحمه الله قد ألف كتابه العظيم دافع الإيهام والاضطراب عن آيات الكتاب، الذي بين فيه التوفيق بين الآيات والنصوص التي ظاهرها التعارض؛ لأن القرآن نزل من عند الحكيم العليم، العزيز الكريم، لا يمكن أن يكون فيه تعارض، فإذا ظهر التعارض فلنا نحن.
فبين رحمه الله أي آيات فيها تعارض، يظهر للشخص وما هو وجه إزالة هذا التعارض، وكذلك فإنه رحمه الله كتب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام (١٣٦٧) هـ موجود ومطبوع، ورسالة في النسخ، ورسالة لمنهج دراسات الأسماء والصفات الذي تم عرضه مسبقاً، وتفسير سورة الوقعة وخبر الآحاد، وحكم صلاة الجمعة في المسجد الجديد، الفوائد التي حصلت في رحلته، قد دونت أيضاً.
وشرح على مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود، شرحه رحمه الله شرحاً لا شك أنه شرح نفيس ومهم جداً لهذا الكتاب، وكذلك بيان الناسخ والمنسوخ من الآي والذكر الحكيم، وشرح على سلم الأخضري، ولعل الشيخ عبد العزيز قد أخذه عنه تلميذاً في هذا الفن.
وكذلك فإن له رسائل متفرقة في التوحيد والوعظ وتحكيم الشرع، وأحوال الاجتماع بين المجتمع والاقتصاد، وكذلك تسلط الكفار على المسلمين، ومشكلة ضعف المسلمين، ومشكلة اختلاف القلوب بين المجتمع، وله محاضرات مطبوعة، منها: في تفنيد شبه حول الرق وحكم الصلاة في الطائرة، وبين صحة ذلك، وقال: أما بعد: فقد طلب مني بعض فضلاء إخواني أن أقيد لهم حروفاً تظهر بها صحة صلاة من صلى في الطائرة، فأجبناهم إلى ذلك.
قلنا: لا شك أن الشيخ كان رحمه الله تعالى سلفي العقيدة، وأنه كان مقاوماً للشرك، ويظهر كلامه في مؤلفاته في رفضه للبدع الشركية والقبور والأضرحة، وتحقيق التوحيد يظهر لمن تأمل تفسيره رحمه الله تعالى، والرد على الصوفية في مسائل الإلهامات والخواطر، والزنادقة والرد عليهم كما في معنى قوله تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[الحجر:٩٩] والكلام في مسائل في العقيدة، لأهل الفرق فيها ضلالات، كنزول عيسى وعصمة الأنبياء وغير هذا كثير جداً.