كنا قد تكلمنا فيما سبق عن بعض العوائق التي تواجه الناس الذين يريدون أن يلتزموا بأحكام الإسلام وشرائع الدين، ويريدون أن يختاروا لأنفسهم طريقاً صحيحاً يكون على منهاج الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء السائرون تواجههم مصاعب عديدة، وتحديات كبيرة تحتاج إلى صبر وعلم، وتحتاج إلى أخوة في الله، وإلى أسلحة كثيرة جداً؛ لكي يصمد الإنسان أمام هذه التحديات، ويجتاز هذه العقبات، ويتغلب على تلك المصاعب التي تحيط به في ذلك الطريق المحفوف بالمخاطر، الذي سار فيه الأنبياء من قبل والتابعون لهم بإحسانٍ.
ولعله من أكبر العوائق التي تواجه الذين يحاولون الالتزام بالإسلام، ويلتزمون به: هو ضغط المجتمع الذي يعيشون فيه، فإنه ما من شكٍ أن مجتمعات المسلمين اليوم أصبحت مجتمعاتٍ بعيدة جداً عن الإسلام وعن تعليمات الدين.
ولذلك أصبح المجتمع الذي نعيش فيه كله مجموعة من العوائق، فأنت ترى الزوج أحياناً قد يكون عائقاً أمام زوجته التي تريد أن تلتزم بالإسلام، والزوجة قد تكون عائقاً أمام زوجها الذي يريد أن يتمسك بأحكام الدين، والأولاد قد يكونون عوائق أمام الأب والأم، والأسرة بأجمعها قد تكون عائقاً أمام شاب فيها يريد أن يتمسك بالإسلام، والحي والمدرسة والشارع والسوق والمجتمع بأسره قد يكون عائقاً كبيراً من العوائق التي تواجه اليوم الذين يريدون أن يتمسكوا بأحكام الدين، ويلتزموا بشرائع الله عز وجل.