ثم وجدنا في كلمات الأغاني -أيها الإخوة- الصراحة في عبادة المحبوب، وأنه لأجله يعيش في هذه الدنيا، ويصرح بأنه مخلوق في الدنيا من أجله، وأنه يعيش من أجله، ويقول: * عشت لكي وعلشانك، والله يقول:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:٥٦].
تقول: * أنا جئت إلى الدنيا من أجلك ومن أجل حبك، هكذا جاءت إلى الدنيا ولأجل هذا خلقت! ويصرح بعضهم بصرف أنوع من العبادة إلى المحبوب أو المحبوبة: وهو التوبة.
فيقول قائلهم:
أتوب إلى ربي وإني بمرةٍ يسامحني ربي إليكِ أتوب
ورأيت أنكِ كنت لي ذنباً سألت الله ألا يغفره فغفرتِهِ
هذا الذي يقولونه من صرف التوبة إلى غير الله تعالى، فهو يعبد المحبوبة ولأجلها يعيش، وهذا غرضه من الدنيا، ولها يتوب وإليها، ولا يسأل ألا تغفر فتغفر، أو أن تغفر فلا تغفر، والله هو الذي يغفر:{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}[آل عمران:١٣٥] فإليه يتاب سبحانه، قال الله:{وَإِلَيْهِ مَتَابِ}[الرعد:٣٠] وتقديم حرف الجر هنا: (إليه) يفيد الحصر، أي: إليه التوبة لا إلى غيره: {وَإِلَيْهِ مَتَابِ}[الرعد:٣٠] حصر التوبة فيه سبحانه وإليه عزوجل ومنه المغفرة لا من غيره.
وهم يستخدمون ألفاظ التوحيد والدين في العلاقة بالمحبوب والمحبوبة وهكذا يعبرون.
ومنهم من شيعه الملايين من المسلمين مشوا في جنازته.
ويعبرون: أحب حبيبي، وأعشق حبيبي، وأعبد حبيبي.
وتقول القائلة: وحبك عليَّ أكبر فريضة؛ أكبر فريضة هي الحب! ويقول القائل: الله أمر لعيونك أسهر، الله أمر.
{قُل إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[الأعراف:٢٨].
إذاً! يعبرون بأن الله أمر بالحب الحرام للمحبوبة، وأمر بأن يسهر من أجل عيونها، وذلك تكذيب ومنافاة ومضادة صريحة لما أمر الله تعالى به:{قُل إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}[الأعراف:٢٨].