يجب أن الطبيب يستشعر مسئوليته في أنه من شهداء الله في أرضه، والله يقول:{وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ}[الطلاق:٢] ويقول الله عز وجل: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ}[الزخرف:١٩] وسينبني على شهادة الطبيب أشياء عظيمة كترك المريض للصلاة قائماً، أو ترك المريض استعمال الماء في الطهارة، أو ترك المريض للصيام، أو لجوء المريض إلى رخصة للضرورة، أو وضع جبائر، تأمل أنه لو وضع الجبيرة أكثر من موضع الحاجة، فصار المريض يمسح على الجزء الذي لا داعي لوجود الجبيرة عليه وهذا خلل في الطهارة، من الذي يتحمل ذلك إذا غفل المريض؟ إن الطبيب هو الذي يتحمل ذلك، فبضعهم يجعل لفات أو يزيد في وضع الجبيرة أكثر مما يحتاج؛ مما يترتب عليه الإخلال بطهارة المريض، وسيترتب على كلام الطبيب انتقال المريض من الماء إلى التيمم كما قلنا، أو أنه يستعمله في جزء من البدن دون آخر، أو سيترتب عليه أنه يدفع كفارة، وسيترتب على كلام الطبيب ترك الجمعة والجماعة، وسيترتب على شهادته وإجازاته التي يعطيها أن هذا الشخص لا يعمل وعمله فيه أجر، فإذا أعطاه إجازة غير صحيحة؛ فهو متسبب إلى أن يأكل مالاً بغير حل، فالطبيب إذاً شهادته عظيمة.
ومن شهادته أشياء ينبني عليها الطلاق بين الزوجين، والتصرفات في مرض الموت، فإذا قرر الطبيب أن هذا المرض مرض موت؛ فإن تصرفات المريض المالية كالهبات مثلاً لبعض الورثة لا تقبل، أو تطليق الزوجة في مرض الموت بقصد حرمانها من الميراث.
وسينبني على تقرير الطبيب التفريق بين الزوجين أو منع المعاشرة، أو ثبوت المهر كاملاً وعدم ثبوته، أو رد المهر، وسينبني على تقريره معرفة هل في الرجل عيب يمنع الوطء أو الاستمتاع، كأن يكون عنيناً مثلاً.
وسينبني على تقرير الطبيب معرفة هل هذا المرض يمكن علاجه أو لا يمكن علاجه، فلابد من فسخ العقد والنكاح.
وسينبني على كلام الطبيب أحقية الزوجة في طلب الطلاق مثل قضايا العقم عند الرجال، ولذلك يقول العلماء: يُسأل طبيب مسلم ثقة خبير بفنه عالم بمجاله وتخصصه.