مع الأسف! أن علم الفلسفة وعلم الكلام وقواعد المنطق يُدرس في بعض الكليات الشرعية والدينية في بعض أنحاء العالم الإسلامي على أنه مقدمة في علم المنطق وعلم المنطق وقواعد علم المنطق وتُصرف فيه أوقات، ولا يوجد في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم علم المنطق، ولا حتى يحتاج إلى تقسيمه إلى جوهر وعرض، والجوهر يقوم بذاته، والعرض لا يقوم بذاته، ولا بد أن يقوم العرض بجوهر، وغير ذلك من الكلام الفارغ الذي لا يحتاج إليه، ولكن من التأثر ممن فتح على المسلمين من علوم اليونان، وأخذ المنطق اليوناني، هو الذي أوردهم في هذه المهالك، وقد قيل: إن المسلمين لما فتحوا بعض البلدان وحقد أهلها عليهم، قال بعض النصارى لأحد ملوكهم: إن في هذه الخزائن كتباً كانت قد أورثت فينا التقتيل فيما مضى -النزاعات والخصومات- فإنك لو أرسلتها إلى المسلمين تكون فيهم النكاية، ففعل ذلك، فبعض المسلمين من غفلتهم أخذوا ذلك وترجموه، وقالوا: هذا علم ما كان عندنا، وهو علم المنطق والفلسفة.
فأقول: إن بعض المناهج في بعض البلدان في العالم الإسلامي في الجامعات وغيرها يضطر المتخرج أن يدرس كل العلوم التي فيها، بل وأحياناً تجد في بعض المدارس في الجامعات، تُحذف العلوم النافعة وتُضاف علوم غير نافعة، وهذا من أسوأ الأشياء، كما زعم بعضهم أنه من المربين، درس علم التربية في الخارج، فنظر في الجدول، وقال: قرآن وتفسير لماذا؟ أليسا شيئاً واحداً، لماذا حصة قرآن وحصة تفسير ادمجوها مع بعض، ثم قال: ولماذا الإكثار من حصص القرآن؟ انظروا إلى الكلام الحق الذي أريد به باطل.
قال ابن عمر:[كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلمها ونعمل بما فيها].
إذاً: لماذا تتعبوا الطلاب وتضيعوا حصتين أو ثلاث حصص في الجدول، احذفوا حصص القرآن!! كانوا يقفون عند عشر آيات ويعملون بما فيها، فأعطونا حصة واحدة للعلم وحصصاً للعمل، وماذا كانت حياتهم إلا موقوفة على العلم بالقرآن والعمل به، وأنت تريد فقط أن تتعلم عشر آيات في سنة، وبدون شيء آخر غير حفظ عشر آيات.
إن هؤلاء الذين يريدون تنحية العلوم الشرعية النافعة ووضع العلوم غير النافعة، أو الخطط التي أُريد بها محو العلم الديني كما فعل كرومر ودنلوب وغيرهما في مخططاتهم في العالم الإسلامي، حتى أصبحت عقول الجيل مثل إطارات دنلوب فارغة من الداخل، بسبب هذا.
وكما تكلم العلماء في خطة تطوير الأزهر -أو بالأحرى تغيير الأزهر- حذف مادة معينة ينبغي أن يدرسها الطالب، وبالتالي يكون تكوينه ضعيفاً، والعلوم التي كانت تدرس تذهب عليه، فنحن مأساتنا ما بين: أولاً: حذف العلوم الدينية.
ثانياً: تقرير علوم غير نافعة.
ثالثاً: تقصير مدة التعليم الديني.
ولا يخفاكم ما يكون من أعداء الله عز وجل من العلمانيين الذين يشنون في بعض بلدان المسلمين الحرب على التعليم الديني باعتباره هو سبب التطرف فلا بد من إزالته ومحوه بالكلية.