عباد الله: إذا كانت القضية بهذه الخطورة فهل يجوز لنا أن نذهب الحسنات بالانشغال بالترهات والسيئات والأفلام والمسلسلات والمباريات والجلسات الفارغات، أو التسكع في الطرقات، أو اللهو بالسيارات، أو الازدحام في الأرصفة والطرقات؟ هل يجوز لنا إذا كان هذا هو الأجر، وهذا هو المغنم أن ننام ونضيع الصلوات أو نفوت الجماعات؟ هل يجوز لنا بأي حالٍ من الأحوال أن نسافر إلى بلاد الكفار للتمتع بالإجازات في موسم الخيرات؟ هل يجوز لنا أن نفعل المنكرات حتى في المساجد؟ هل يجوز أن يحول الشهر إلى شهر لهوٍ ولعب وصفقٍ بالأسواق، وتطوافٍ على المحلات وتتبعٍ للبضائع، والله يدعونا إلى مائدته، ونحن نعرض عنها؟ كلا والله، فاترك هذه الملهيات التي خطط لها أعداء الإسلام جيداً وحبكوا طرائقها حبكاً محكماً من أجل أن يلهوك أنت يا أيها المسلم لأنك أنت المستهدف وأنت غنيمتهم ومرادهم وبغيتهم، لا يجوز لك أن تجعل الحيلة تنطل وأن تقع في الفخ اترك اللهو اترك هذه الملهيات اترك الانشغال بالقنوات وما أدراك ما القنوات، وأقبل على الله تعالى عَِّد الطاعات خذ آداب الصيام من الحرص على السحور وتأخيره، وتعجيل الفطر، وعدم الإكثار من الطعام، ولا تشغلوا نساءكم في البيوت بالطبخ حتى لا يعود لهن وقتٌ يعبدن الله فيه جودوا بالعلم، جودوا بالمال، جودوا بالجاه في هذا الشهر، الأجر مضاعف، جودوا بالبدن، جودوا بالخلق الحسن، (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان -كل ليلة اجتماع ثنائي بين النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل، ما هو موضوع الاجتماع؟ ما هو جدول الاجتماع؟ - فيدارسه القرآن) هذا شهر القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}[البقرة:١٨٥]، (فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) فإن قلت يا عبد الله: إنني عازمٌ على الختمة، والله أيها الإخوة! إن الذي بدأ رمضان يريد الوصول إلى الله سيصل {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}[العنكبوت:٦٩] وعدٌ قاطع من الله، لما غربت شمس الأمس ففتح ذلك الرجل مصحفه وأقبل على القراءة، عازم على البداية الصحيحة، أن يختم -والصحابة كانوا يختمون القرآن في كل أسبوعٍ مرة- سيختم، والذي لهى وأجل وسوف فلن يتقدم.